الاستعدادات لمصاريف “العودة للمدارس” جارية على قدم وساق، وبعادة اقتصادية مبكرة لاحتواء ضغوطات وتراكمات الغلاء المعيشي، ومعها حجم الطلبات المتصاعدة للأبناء، وما أرهقها.

ويأخذ مشهد إنفاق المبلغ “الفلاني” لأبسط استحقاقات الحياة اليومية واقعا مقلقا لرب الأسرة، فالتضخم الاقتصادي، وتآكل منسوب الرواتب أمام تزايد القروض وكلفة الحياة، يضع أولياء الأمور أمام سلسلة من القرارات الصعبة، والدقيقة.

وباتت ثقافة التعامل مع سيناريوهات الضغوط الاقتصادية، وابتكار الحلول المناسبة للمرور من خلالها، حاجة ملحة وأساسية، تلزم أفراد الأسرة بالتفهم لواقع الحال، وبالنظر للأولويات.

وفي سياق هذه التزاحمات الحياتية، تعاني “الأسر المتعففة” من صعوبات بالغة بمواجهة المتطلبات الأساسية لعودة أبنائهم لمقاعد الدراسة، وما يتخللها من نفقات ومصاريف تؤمن للطالب الجلوس مع أقرانه دون أن يشعر بأن هناك فارقا يفصله عنهم.

ويقبع جمع وافر منهم بمنازلهم بتعفف استثنائي، دون أن يفصحوا بهذا الهم، وذاك الوجع للأقربين منهم، سواء من الأقارب أو الجيران، وعليه، فإن من صميم الواجب الأخلاقي البحث عنهم، ومد يد العون لهم ولأبنائهم.

من المهم، ألا تشغلنا الدنيا والتزاماتها ومزاحماتها عن النظر لحال “الأسر المتعففة” وبالسعي لمساعدتها ولو بالقليل، فمساعدة ذوي الحاجة والتعفف، استثمار ناجح ومضمون في الدنيا والآخرة، به خير كثير، وفتح لأبواب الرزق الموصدة.