العدد 3211
الأحد 30 يوليو 2017
banner
“الإساءة للنواب” إساءة للبحرين
الأحد 30 يوليو 2017

من الظواهر الدخيلة على المجتمع “الإساءة للنواب”، وهي ظاهرة سلبية تقتات على السب، والقذف، والتلفظ البذيء، تحت أبسط الذرائع وأتفهها.

شاهد الحال يقول إن هناك من يحمّل النواب مسؤولية تدهور الوضع الاقتصادي في البلد، متجاهلين أن أحداث 2011 بصدارة المسببات، ومن قبلها التجاوزات المتكدسة بتقارير ديوان الرقابة المالية والإدارية.  وبرأيي، فإن هنالك 3 نماذج لمن يسيء للنواب ولسمعتهم، ولشخوصهم، ويتعمد تصغير أدوارهم التشريعية والرقابية، لأسباب مختلفة، وهم كالتالي:

النوع الأول: خدم المشروع الإيراني الذين يرون أن ضرب النواب هو ضرب للعملية الديمقراطية وللمشروع الإصلاحي، والكثير منهم يدير حسابات وهمية بشبكات التواصل الاجتماعي لتحقيق ذلك.

 وتستثمر هذه الشاكلة هفوات بعض النواب، أو بعض المقترحات، للسخرية منهم ببذاءة ووقاحة غير مسبوقة، للتسويق لفشلهم كثقافة سائدة، وبهدف تشطير المجتمع، والتشكيك بجدوى الحراك البرلماني نفسه.

النوع الثاني: وهو الذي يسير خلف الموجة، أو كما يقال “مع الخيل يا شقرا”، من دون أن يدرك حتى ماهية عمل النواب أو طبيعة التشريعات التي يقدمونها أو يتناولونها تحت قبة البرلمان، أو فحوى مخرجاتها، أو الجدوى منها، ومنهم من لا يعرف حتى اسم نائب منطقته.

النوع الثالث: وهو المتمصلح، والذي يتاجر بسمعة النواب للتكسب الإعلامي والاجتماعي، وزيادة عدد المتابعين بشبكات التواصل، أو للترشح للانتخابات النيابية المقبلة، ويرى بالنواب أرضا خصبة لتحقيق أي من هذه المكاسب، وربما كلها مجتمعة. 

وينسى هؤلاء أن النواب مواطنون قبل أن يكونوا نوابا، ولديهم عوائل أسوة بغيرهم، وأطفال، وامتداد أسري واجتماعي، يتأثرون كلهم ويتضررون أشد الضرر بفلك هذا الشتم.

ومن النواب من يقدم الكثير من الخدمات للناس، ولا يعلن عنها، كما تقدم الكثير منهم بمشاريع خدمة البحرين، لكنها لا تُرى من قبل هؤلاء؛ لسوء النية المبيتة لديهم، كما أن النواب بشر وليسوا ملائكة، يصيبون ويخطئون. 

وللتوضيح، وقطعا للمزايدات، فأنا لا أمارس هنا مهمة الدفاع عن النواب، ولكن دورنا في الصحافة المحلية والوطنية يلزمنا بأن نضع اليد على موضع الخطأ، أيا كان، وأن نسعى لمحاولة تصحيحه، وتقويمه قدر المستطاع، بغض النظر عن النتائج التي قد تتمخض عن عملية النشر. 

والنقد (كنقد) مطلوب، وهو حق دستوري مكتسب لكل مواطن، سواء ضد النواب أو غيرهم، ولي تجربة صحافية سابقة في هذا الشأن، شريطة أن يكون هذا النقد ضمن حدود الأدب، وفي نطاق الإصلاح والترشيد والبناء والتقويم، وليس للمتاجرة بسمعة الناس، والتكسب من ذلك.

ختاما، لي أن أشير إلى أن اختيار النائب لدخول المعترك السياسي يلزمه أخلاقيا بقبول النقد البناء، وبالتحمل، وبعدم المزايدة على الأخطاء.. تحياتي.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .