+A
A-

“المهرجين” توليفة بحرينية كويتية جميلة

أكد الكاتب عثمان الشطي أن مسرحيته الموجهة لأطفال البحرين توافرت لها كل عناصر الإجادة من فرقة مسرح البيادر، فكان المردود الجماهيري إقبالاً وإشادات فوق الوصف.

وعبر الكاتب المسرحي الكويتي عن سعادته بالإقبال الكبير على مشاهدة مسرحيته للأطفال "جزيرة المهرجين"، التي قدمتها فرقة مسرح "البيادر" البحرينية على خشبة مسرح الصالة الثقافية بالعاصمة المنامة.

وقال الشطي لموقع "الجريدة" الكويتية إن مسرحيته في الأساس موجهة لكل أفراد الأسرة، وحققت نجاحاً جماهيرياً كبيراً إلى درجة أن العديد من الأسر شاهدتها أكثر من مرة منذ أول عروضها، الذي كان في ثالث أيام عيد الفطر، نظراً إلى أداء الممثلين، الذين أبرزوا قدرات جميلة، إضافة إلى الأفكار الإخراجية الحديثة، التي وظفها مخرج العمل المتميز نضال العطاوي، وملأ بها كل جوانب المسرح من حيث الحركة والصورة واستغلال العمق.

وأضاف أن هذا العمل يعد نقلة كبرى في مسرح الطفل في مملكة البحرين الشقيقة، يمكن البناء عليها لتحقيق خطوات واسعة في مجاله، للحاق بشقيقتها من دول الخليج، التي قطعت خطوات واسعة فيه، خصوصاً أن ما تم تقديمه في السنوات الأخيرة للطفل كان دون المستوى.

وأشاد الشطي بمخرج العمل، الذي يعد التعاون الثالث بينهما قائلاً إن العطاوي كعادته نجح بامتياز في استعمال المؤثرات من موسيقى تصويرية وإضاءة ذات ألوان مبهرة مرتبطة مع الحركة والكلمة والمكملات من رقصات تعبيرية وحركات منضبطة تعطي للأدوار عمقها الزماني والمكاني، ملأت العرض بالحيوية والفرح، التي يعتبرها الطفل رفيقته الدائمة ومبعث سروره، إذ يرتبط بها في حياته العادية، من دون أن يغفل عن المعطيات الدرامية والفنية المختلفة لمضمون النص، الذي اعتمدت فيه مفردات ولغة بسيطة تحاكي خصائص شخصية الطفل وقريبة من ذهنه، وتمكنت من استيعاب مشاعره وحدود تفكيره، التي تقيد بها في الأداء التمثيلي.

وذكر أن ما ميز العرض أن كل الممثلين، الذين شاركوا فيه، مشهود لهم إذ تم اختيارهم بدقة، من أصحاب التجارب المتميزة الموجهة إلى الطفل، فأعمالهم كثيرة ومتألقة في الإطار نفسه، وهم "خالد رشدان، وحور فؤاد، ومحمود شريف، ونسرين شريف، وحسن عجاجي، ونورة الخنة، وبوصابر مهند زينل، وأحمد يوسف، وفاطمة فؤاد، وعبدالله يوسف، وتركي الذوادي، وأحمد منصوري، وصالح عرفة، وخليفة المال، وعائشة مرادي، وعلي قاروني، وعبدالله جناحي".

وتابع: "حتى الفنيون الذين شاركوا في العرض، كانوا من الأسماء المعروفة في هذا المجال، ومنهم على سبيل المثال لا الحصر بدر الشعيبي، تلحين الأغاني علي المتروك، توزيع فهد سيار، مؤثرات موسيقية صديقة الأنصاري، مكياج زهراء الموسوي، تصميم الأزياء عيسى خليفة، إضاءة وتصميم وتنفيذ الديكور سعود مرزوق".

وبين أنه بحضور تلك العوامل الإبداعية المتعددة، حضر إبداع لافت على كل الصعد، وكل ذلك جاء متزامناً مع أداء صوتي متقن، حافظ على نمطيته الملتصقة بالشخصية من جهة، ومن جهة أخرى مع الحركات المناسبة ذات الدلالات الدقيقة، فنجحت العناصر الفنية بامتياز، وأوصلت الأفكار المراد بها مخاطبة الطفل، حيث تضمن العرض الكثير من القيم السلوكية التربوية الإيجابية، منها التشجيع على روح التجربة والمغامرة، ثم التحلي بروح المبادرة، التي من شأنها أخذ الطفل إلى نجاحات كثيرة، وهو متمسك بالمحبة والألفة بين الناس والتعاون، وأهمية هذا العرض أنه عالج قضايا مهمة تهتم بمتغيرات العصر.

ولفت إلى أن مسرحية "جزيرة المهرجين" تهدف إلى تعزيز العلاقات الأخوية والأسرية والاجتماعية وأهمية التكاتف في مواجهة أي فكر من شأنه الإخلال بروح العائلة الواحدة في سلسلة أحداث مشوقة ومثيرة. وأوضح أن أحداث المسرحية تدور في جزيرة تسكنها مجموعة من المهرجين يصطدمون مع قوى الشر في تلك الجزيرة بسبب الحروب وتتوالى الأحداث.

ولفت الشطي إلى أن هناك ظلماً كبيراً يقع على الطفل في البحرين لعدم وجود وسائل ترفيهية ثقافية كافية من شأنها التأثير إيجابياً في شخصيته، موضحاً أن خطوته هذه أتت بغرض تدعيم مسرح الطفل على وجه الخصوص وليس مسرح الكبار.

وعبر عن فخره وإعجابه بما تقدمه الفرق المسرحية الأهلية في البحرين على مستوى الكبار من أعمال وتحقيقها لإنجازات في المملكة وخارجها، مشيراً إلى أن المسرح البحريني يزخر بطاقات رائعة ومميزة تعد بمنزلة فخر للبحرين والكويت والخليج عموماً.

واختتم الشطي: "شرف لي أن أتعاون مع مسرح البيادر في تقديم نص كويتي بروح بحرينية سواء كان النص كوميدياً للكبار أو خاصاً بالأطفال، فهذه فرصة لتقديم شيء باسم البحرين يليق بها وبمسرح الطفل الذي يجب أن يكون".