العدد 3183
الأحد 02 يوليو 2017
banner
داعش من العراق إلى جنوب شرق آسيا
الأحد 02 يوليو 2017

لا أظن أن هناك عاقلاً يمكن أن يتصور أن دولة الخلافة إذا كان لها أن تعود أن تكون هذه العودة من خلال مجموعة من القتلة والإرهابيين كالقاعدة أو تنظيم داعش أو غيره من التنظيمات المماثلة المنتشرة في بلدان كثيرة، ورغم ذلك فإننا منذ سنوات قلائل نعيش مسلسلاً مملاً لبطل واحد هو الإرهاب وإن تعددت الجهات التي تقوم بأداء هذا الدور، ويبدو أن القائمين على هذا المسلسل لا يرغبون في إنهاء العرض حالياً لأنه لا يزال مربحا.

فبعد أن استبشرنا خيرا بتراجع التنظيم في كل من العراق وسوريا وانحساره ومقتل قياداته، فإذا بنا نشعر بقلق عميق من احتمالات نقل هذا المسلسل إلى مسرح جديد وبطاقم جديد من الممثلين ممن ينتمون لنفس المدرسة المتطرفة ويندرجون ضمن الفكر الإرهابي.

بدايات العام الماضي شهدت أول عملية إرهابية لتنظيم داعش في إندونسيا، كان “بحرون نعيم” المتهم الأساسي فيها، وهو ضمن الأعضاء المتشددين البارزين وممن قاتلوا ضمن صفوف داعش في الرقة معقل التنظيم في سوريا ولديه طموح بأن يصبح “زعيم” الدولة الإسلامية في جنوب شرق آسيا، وفقًا للشرطة الإندونسية، حيث يعمل على استغلال غابات إندونيسيا الاستوائية ووجود أكثر من 1000 متعاطف مع تنظيم داعش في عموم إندونيسيا، بحسب التقديرات الأمنية الرسمية.

كما كشف حصار مدينة ماراوي في جنوب الفلبين من قبل جماعة “ماوتي” المتطرفة المدعومة والمتحالفة مع تنظيم داعش (قامت بمبايعة داعش رسميا في 2015) والتي أسسها الشقيقان عمر وعبدالله ماوتي عن رغبة هذه الجماعة “ماوتي” في فتح جبهة جديدة في جنوب شرق آسيا.

سبتمبر عام 2016، شهد معركة حامية بين جماعة ماوتي والقوات الفلبينية الحكومية في مقاطعة لاناو ديل سور في جزيرة مينداناو، حيث تمكنت الجماعة من السيطرة على مبنى مجلس المدينة، ورفعت علم تنظيم داعش، كما قامت  في نوفمبر 2016 باحتلال مبنى بلدية بوتينغ، وهو ما أدى إلى تغير النظرة الرسمية لها من مجرد جماعة تضم مجرمين إلى جماعة إرهابية مدربة ومسلحة وخطيرة.

لا يمكن لهذا المسلسل الخطير أن ينتهي إلا بالاتفاق على تعريف للإرهاب وتحديد أطر المواجهة وتشكيل خط مواجهة قوي متحرك على كل الجبهات التي يمكن أن يأتي منها الإرهاب، حتى لا يطل علينا بين فترة وأخرى أو بين دولة وأخرى بمسمى وشكل جديد دون أن نعرف حقيقته وأسباب ظهوره في فترة ما وفي دولة بعينها دون أخرى.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .