+A
A-

محللون وسياسيون واعلاميون يناقشون في "ما وراء الخبر"

أجمع محللون سياسيون وإعلاميون على حجم الصدمة التي شكلها تسريب المكالمات الهاتفية بين مستشار أمير قطر حمد العطية ، والإرهابي الفار والمسقطة جنسيته حسن سلمان ، حيث أفردت وسائل إعلام عربية وعالمية مساحات كبيرة من تغطياتها الاعلامية لهذا الحدث الكبير، مشيرةً الى كم الاستغراب والاستهجان من جرأة حكومة الدوحة على المشاركة، بل وربما التخطيط ، لمحاولة اسقاط النظام في مملكة البحرين، وهي الجارة والشقيقية، وبين شعبي الدولتين علاقات اخوية ووشائج قربى ومصاهرة ودم.
جاء ذلك في حلقة جديدة من برنامج "ما وراء الخبر"، والذي يُقدم على شاشة تلفزيون البحرين في الساعة التاسعة من مساء كل يوم ، ويتناول أخر تطورات الاحداث في البحرين والمنطقة ، وشارك في هذه الحلقة الكاتب البحريني صلاح الجودر، والمحلل السياسي الاردني سلطان حطاب، والمحلل السياسي السعودي سلمان اليامي، واستاذ العلاقات الدولية بجامعة القاهرة الدكتور رامي عاشور.
واستعرض البرنامج على مدى 45 دقيقة كيفية تعامل الاعلام العربي مع المكالمات المسربة وتداعيتها على السلوك القطري، كما عرض البرنامج مقتطفات من عناوين كبريات الصحف العربية والمقالات المنشورة فيها، والتي تدين بكل العبارات التدخل القطري الفج في الشؤون الداخلية لمملكة البحرين، وتقديم كل الدعم والمساندة إلى القوى الارهابية لإحداث فتنة طائفية وتحويل البلد الى بركة من الدماء ، وصولا الى تقديمها لقمة سائغة لايران.
الى ذلك استعرض الكاتب الصحافي البحريني، الشيخ صلاح الجودر، ما تعرضت له البحرين من مخطط تدميري ضمن المخطط الاكبر الذي تعرضت له الدول العربية ، فيما عرف بـ " الربيع العربي" ، مشيرا إلى أن قسوة المكالمات كونها جاءت من دولة شقيقة وعضو في مجلس التعاون الخليجي وجامعة الدول العربية.
وقال الجودر إن المواطن العربي فقد الثقة في النظام القطري ، الذي يساهم في تنفيذ المخطط الايراني الهادف الى تدمير البحرين والدول العربية وتحويلها الى كيانات فاقدة للأمن والامان والاستقرار من خلال الجماعات الإرهابية المنتشرة في اكثر من دولة عربية.
وعن امكانية استعادة الثقة في السياسة القطرية مستقبلاً ، أوضح الجودر أن التدخلات القطرية لم تكن حديثة ، وانما أمتدت لسنوات طويلة ، حاولت فيه الدول الخليجية احتواء قطر عام 2014، ولكنها لم تنجح في ذلك نتيجة رفض الدوحة الوفاء بتعهداتها ومواصلة دعمها للجماعات الارهابية ، وبالتالي فإنه من الصعب اعادة الثقة في النظام القطري في المستقبل المنظور .
وعن طبيعة تعامل الاعلام العربي مع المكالمات ؛ أشار الكاتب صلاح الجودر إلى أن الاعلام العربي تناول هذا الموضوع ، وكشف نوعية التآمر على الدول العربية ، مشيرا الى ان المكالمات ليست الوحيدة وانما هناك تدخلات كبيرة في الشأن البحريني من قبل النظام القطري، حيث تعاملت البحرين مع ذلك بالحرص على منظومة دول مجلس التعاون، خصوصا وهي تتعرض لتهديد كبير من دول اقليمية.
اما اليوم فلم يعد هناك مجال للمجاملة أو السكوت عن السلوك القطري، ويجب كشف وتعرية الحقائق للرأي العام، حيث يقف الإعلام العربي مع البحرين في الدفاع عن أمنها واستقرارها وهويتها العربية.
واشار الشيخ الجودر الى الحالة السلبية التي يعيشها الاعلام العربي وتجاهله الاحداث ومحاولات التدمير التي تقودها ايران وقطر، منوها الى ان المكالمات الهاتفية كشف عن اختراق واستهداف لدول مجلس التعاون العربي.
وطالب الجودر الاعلام العربي أن يتنبه الى ما يخطط للدول العربية من بوابة الخليج العربي، خصوصا بعد ما سمي بالربيع العربي..
واختتم الجودر حديثة بالقول إن عودة قطر الى المنظومة الخليجية والعربية مرهون بتخليها عن دعمها للتنظيمات الارهابية والتخلي عن التحالفات مع قوى اقليمية ذات اهداف خاصة تجاه العالم العربي. وان مواجهة الخطر الايراني يستلزم قطع العلاقات مع النظام في طهران. 
وعبر مداخلة هاتفية من عمان، قال المحلل السياسي الاردني، سلطان حطاب إن ما جرى كان متوقعا من السياسية القطرية والتي تراكمت اخطاؤها منذ عقدين من الزمن، وما المكالمات الهاتفية إلا رأس جبل الجليد ، معتقدا أن هناك الكثير من المخططات القطرية التي لم يتم الكشف عنها خصوصا ضد البحرين.
وأضاف أن الافصاح عن المكالمات الهاتفية صدمت كل عربي ، فالمؤامرات التآمرية على البحرين اوضحت للذين يعتقدون أن قطر داعمة للحراك الديمقراطي من خلال قناة الجزيرة ، اكتشفوا ان ذلك كان لدس السم في الدسم ، وأن اهداف الجزيرة والاعلام القطري هو إشاعة نوع من البلبلة وتحريض الشارع. 
واستطرد حطاب قائلا إن المكالمات كشفت عن دور وظيفي صغير لقطر في المنطقة خدمة لقوى اخرى، و لا ينبغي لدولة مستقلة وذات سيادة أن تقوم بمثل هذا الدور، وهي ممارسات يأنف الإنسان العربي من سماعها، وتساءل حطاب ؛ كيف لشقيق أن يكيد كل هذه المؤامرات لشقيقه وبهذه الكيفية ، مطالبا الاعلام العربي أن يخرج عن صمته وان يرد على هذه الحالة.
وعن كيفية تعامل الاعلام العربي مع المكالمات أكد المحلل السياسي السعودي سلمان اليامي، عبر الاقمار الاصطناعية، أن هناك صدمة في العمق لدى الناس، خصوصا وانها اعمال مقصورة لتخريب الامن والسلم الدوليين وتمزيق المجتمع الامن في البحرين والامارات والسعودية.
واضاف ان الاعلام العربي والخليجي لم يناقش الظاهرة كما تستحق، فالمواطن يريد أن يعرف طبيعة ما حدث واسبابه واثاره على مستقبل العمل السياسي العربي والخليجي، معتبرا أن كل ذلك لا يزال دون المستوى، فما جرى افعال في الصميم وتهدد وجود المجتمعات والدول، وتتجه الى الامن القومي العربي، وهي خطوط حمراء لا يمكن المساس بها.
وأوضح اليامي ان ما حدث يتعلق بتهديد أمن ومستقبل دول في المستقبل ، ولكن الاعلام العربي لم يتعامل بمنطق ماذا حدث وكيف حدث وخطورة الدور السلبي، متمنيا على الاعلام العربي ان يكون على مستوى الحدث وخطورته وان يُعنى بكثيف وزيادة الاهتمام به وتسليط الضوء عليه نظرا لمدى خطورته على بنية النظام السياسي في الخليج والدول العربية.
وعبر الاقمار الاصطناعية تحدث استاذ العلاقات الدولية بجامعة القاهرة، الدكتور رامي عاشور، مبيناً أن الازمة ليست وليدة اللحظة وإنما منذ " الربيع العربي" والتي تم استخدامها في الدول العربية للوصول الى مسارات أخرى . منوها إلى أن مراكز الدراسات الامريكية انتقدت قطر كشريك استراتيجي وأمني للولايات المتحدة، وتصادفت مع وصول ترامب الى الرئاسة في الولايات المتحدة، وهو ما ساعد على توضيح الدور القطري في دعم الارهاب سواء في دول الخليج العربي او الدول العربية.
وعن كيفية تعامل الاعلام المصري مع ازمة المكالمات، اشار الدكتور عاشور إلى ان موقف الاعلام المصري يتبنى فكرة أن قطر داعمة للارهاب منذ وصول الاخوان المسلمين الى الحكم، واتضح أكثر فيما بعد.
واكد الدكتور عاشور أن الشارع المصري مع قرارات دول مجلس التعاون ومصر لقطع العلاقات مع قطر، متساءلاً لماذا لم تتعرض قطر وتركيا واسرائيل وإيران لأي تهديد من تنظيم داعش الارهابي ، وهي الدول التي تعمل على تفكيك الدول العربية .
واختتم الدكتور عاشور بالقول : إن قطر تعمد على استضافة قواعد عسكرية بهدف إرسال رسائل الى دول الجوار ، في محاولة لممارسة نفوذ لها في المنطقة ، وهو الامر الذي لا يمكن أن يتحقق لأسباب كثيرة سياسية وأمنية وديمغرافية وجغرافية.