العدد 3174
الجمعة 23 يونيو 2017
banner
الحكومة القطرية... خليط من التناقضات والتبدل الغريب؟
الجمعة 23 يونيو 2017

السؤال الغريب الذي يحتاج إلى إجابة هو... الحكومة القطرية تعرف تماما أن للعرب حضارة مشتركة وتاريخا مشتركا ولغة واحدة ودينا واحدا ومصالح مشتركة ويربطهم نفس المصير، فلماذا تشتغل بحرارة ضد العروبة وتمارس عليها أشنع مؤامرات الإرهاب والتخريب والتطرف وترسم الخطط مع الأجنبي والغريب ضد إخوانها وأشقائها؟ لماذا تبنت الحكومة القطرية إنجاز المهمات المرتبطة بزعزعة أمن واستقرار جيرانها وفتح أبوابها للإرهابيين وكل القوى المعادية للعروبة والسلام؟ ما الذي دفع الحكومة القطرية إلى مواجهة الأمة العربية وتأجيج مشاعر العدوان والأحقاد وتمزيق رسالات الأخوة وتوصية الآباء والأجداد والظهور بهذا المزيج والخليط من التناقضات الفكرية والتبدل والتغيير الغريب؟ وهل هناك تنظيمات إرهابية جديدة ستتبناها قطر وستدعمها لتضع أمن الخليج والعرب هدفا أساسيا معلنا؟ هل تتصور الحكومة القطرية أن الإمكانيات المادية ستجعلها تتحكم في المنطقة بصورة فعالة ومسح الدول وضربها وتخريبها؟ 

ما تقوم به الحكومة القطرية من حملات عنيفة ضد الأمة العربية ومعاداة شعوبها موقف سيسجله التاريخ بكل اللغات، وهذا التحالف مع العدو الأزلي للعرب “إيران” سيتعاظم مده وستكون هي أول الغارقين، فالذي يحصل لا يمكن أن يتم إلا انطلاقا من عقلية لا تعرف القوة التاريخية العالمية للعرب بقيادة الشقيقة الكبرى المملكة العربية السعودية، وهناك من يراهن كثيرا على الأنظمة العدوانية الرجعية التي تقبع في المواقع الخلفية، فواقع التجزئة الذي تبحث عنه الحكومة القطرية وتنوع أساليب ووسائل المؤامرات أرضية رخوة لن تتمكن من الوقوف عليها كثيرا وسيحسم النصر النهائي “للأشقاء والجيران” الذين يعيشون ويرتبطون بمبدأ الوحدة والأخوة والمصير المشترك والبيت الواحد، وليس هناك فيهم من يبحث عن الشخصيات البطولية لأنها شخصيات خرافية لا قيمة لها، فتفسير الوجود والتاريخ يطلعنا على حقيقة ثابتة لا تتغير هي أن من يحتضن ويحتمي بعدو أهله وإخوانه سيفشل وسرعان ما سيسقط لأنه من الأساس مسنود على أياد غريبة وصفات وخصائص مختلفة عن الأصل.

في مجال الواقع العربي ينبغي أن نقول إن جبهة القتال العريضة والعميقة التي نراها في الحكومة القطرية ضد دول الخليج والعرب ستبهر أشهر وأعتى المؤرخين!.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .