+A
A-

رمضان ... شهر الغبقات

الغبقة ليست مجرد وجبة نلتف حولها لتناولها فقط، بل هو تجمع يلتقي خلاله أفرد الأسرة والجيران أو الأصدقاء أو حتى زملاء العمل، فتكون المائدة عامرة بالمشاعر الإنسانية مثلما هي عامرة بأصناف مختلفة من الطعام والشراب".

والغبقة هي وجبة بين الإفطار والسحور، وتعد من العادات العريقة التي تميز ليالي شهر رمضان بدول الخليج، خاصة الكويت والبحرين والمنطقة الشرقية بالسعودية، ونظرا للأهمية التي تحتلها هذه العادة المتأصلة في نفوس الخليجيين فقد أطلقوا على شهر رمضان شهر الغبقات .

وكلمة غبقة من الغبوق، وهي كلمة عربية أصيلة تعني حليب الناقة في المساء، بينما يسمى شراب حليب الناقة صباحا بالصبوح، والغبوق في الفصحى وجبة خفيفة تقدم في المساء.

وكانت هذه الوجبة قديما عبارة عن وليمة تقام بعد صلاة التراويح للأهـل والجيران الذين يذهبون للمباركة بمناسبة الشهر الفـضيل، وتتضمن أنواعا متعددة من المأكولات ، إضافة إلى بعض الحلويات الشعبية كالزلابية والمهلبية واللقيـمات والتمور، وكان كل بيت يقدم من تلك الأطعمة وفقا لمقدرته، وفي الآونة الأخيرة أصبحت معظم الفنادق تحرص على إقامة المخيمات لتقام بداخلها هذه الغبقات.

ومؤخرا انطلقت هذه الغبقات من داخل البيوت لتأخذ طريقها إلى المؤسسات الحكومية والقطاع الخاص، وتحولت من كونها عزائم تقام للأهـل والجيران والأصدقاء إلى ولائم تقيمها الوزارات والهيئات الحكومية، بل ومؤسسات وشركات القطاع الخاص للقياديين والعاملين بها.

وترى معظم تلك المؤسسات أهمية إقامة الغبقات الرمضانية في مقارها أو في احد الفنادق خلال الشهر الفضيل، وبدأت تتفنن كل جهة على حدة في طريقة توفير الأجواء الرمضانية المختلفة.