لا يثق الجميع في أن التفجيرات التي حصلت مؤخرًا في طهران صناعة داعشية، فروايات الانفجارين التي قرأناها هي روايات متضاربة تشوبها الريبة؛ فجميع الفضائيات الناقلة للانفجارين مصدرها واحد “العدسات الإيرانية” وليس مصدرها كاميرات المراسلين والإعلاميين؛ وكذلك الصورة المباشرة لوقت حدوث أحد الانفجارين حيث ادعت الوكالة التي بثت الصور أنها (وردتها من هاتف أحد المنفذين الخارقين لعناصر داعش).
ومنذُ أن تأسست المنظمة الدولية الإرهابية داعش لم تقترب من الدولة الإيرانية ولا من مصالح الهيئة الحاكمة، وليست هناك أية مبررات للإضرار بهذه المصالح، لأن النظام الإيراني هو أحد الراعين لهذه المنظمة وغيرها من المنظمات والميليشيات الإرهابية الأخرى، فالحادثان جاءا بعد أن نالت هذه المنظمة من الجسد العربي وعظامه ما نالت، ولم تقترب من الأرض الإيرانية لا في الداخل ولا الخارج. أسئلة كثيرة كانت تطرح حول هذا التغافل الداعشي عن إيران خصوصا أن هناك صراعا عقائديا بينهما وأنها قريبة من مسارح عملياتها، فماذا يعني ذلك؟ هل ما حدث هو الإجابة على هذا السؤال الذي طرحه وزير خارجية المملكة العربية السعودية في القمم الثلاث التي عقدت بالسعودية؟
لكي لا تكون الدولة الإيرانية بعيدة عن الاعتداءات الداعشية ولكي يُبرئ النظام نفسه وساحته من تحالفه مع هذه المنظمة، ومن أجل ذر الرماد في العيون، تم تدبير هذين الانفجارين بين طهران وداعش لكي يسقط القناع عنها كدولة مؤسسة وراعية للإرهاب، ولتقول إنها بريئة من كل الاتهامات ومن ما يحدث في العراق ولبنان والبحرين والسعودية وسوريا واليمن، وإنها اليوم ضحية من ضحايا الإرهاب الداعشي.
قام النظام بهذه المسرحية التي لم تكتمل فصولها بأحداث مُركبة ومتباعدة، إن ما يجمع الاثنين “داعش والنظام الإيراني” ليس الإسلام ولا المذهب، بل صفة واحدة هي القتل والتدمير والتهجير ويلتقيان في ذلك مع العدو الصهيوني والأميركي، فهؤلاء جميعهم وبدون استثناء أعداء للإسلام والعرب والعروبة والأمة العربية.