مشاكل العمالة الآسيوية السائبة في البحرين وفي عموم دول الخليج لها خصائصها وخطورتها، وقبل أيام انتشر “فيديو هوشة” عبر وسائل التواصل الاجتماعي بالقرب من مواقف السيارات المقابلة لمحطة النقل العام بمدينة عيسى، يبين قيام أحد الآسيويين بضرب زميله بقطعة خشبية على رأسه وسقوط الآخر على الأرض والله العالم عن صحته الآن، وهذه المنطقة الخطرة التي حدث فيها الشجار محتلة بالكامل من الأفواج البشرية “فري فيزا” وجميعهم يغسلون السيارات على شكل فرق وتكتلات ويمكن القول بوجه عام إن المنطقة أصبحت مرتعا للانحرافات والأخطاء “والبلاوي الأخلاقية” ورغم أن الصحافة نبهت مرارا عن مختلف أشكال الانحرافات والمشاكل التي يسببها هؤلاء للأهالي... لكن دون جدوى. عن نفسي كتبت كثيرا واستنجدت بالنواب والبلديين وطلبت منهم الدفاع عن حقوق الناس وأهالي مدينة عيسى والقيام بحملة لتصحيح الأوضاع ولكن مع الأسف لم أحصل منهم سوى التجاهل والتقاعس.
هناك قواعد عامة كما بينها القانون ولكن كيف أصبح القانون ضعيفا إلى هذا الحد حتى يخيل إلينا بكل صراحة أن هذه العمالة السائبة والتجمعات لها ملكية خاصة للأرض التي تعمل فيها ولا يمكن التعرض لها بأي حال من الأحوال. القضية عند من... لا نعرف؟ أقسام واجتماعات عامة ومناقشات ودراسات وبيانات ولكن وكما نقول بالعامي “الحسبة ضايعة”، هل وزارة الداخلية معنية بالأمر؟ هل وزارة العمل معنية بالأمر؟ وهل الأرقام التي نسمع عنها ونقرأها صحيحة؟ من عليه الرقابة لحل مشكلة العمالة السائبة وهل هناك بالفعل تطبيق صارم للقانون... أخبرونا.
لا أريد أن أدخل في تفاصيل سوق العمل ومقدار الانحدار فيه، ولكنني كمواطن أريد جوابا من الوزارات والإدارات المعنية التي ترتبط مباشرة بهذه القضايا عن القيمة الأخيرة التي سيدفعها المواطن من مشاكل هذه الجماعات المنتشرة في كل مكان وباتت تشكل خطرا حقيقيا. مختلف الشواهد تؤكد لكم أننا نعيش وسط قنابل وشظايا، وألوان وجوه أطفالنا تذوب من الخوف عند رؤيتهم يترنحون في “الفرجان”، هناك جدار يفصل بين الضحية والجاني، فهل تنتظرون منا أن نقف دقيقة للصمت مثل الموت؟!.