العدد 3129
الثلاثاء 09 مايو 2017
banner
قالها الأمير محمد بن سلمان
الثلاثاء 09 مايو 2017

نعم لا يمكن التفاهم مع النظام الإيراني، ولا التحاور معه أو الاتفاق معه، نعم صدق قول سمو الأمير محمد بن سلمان ولي ولي العهد بالمملكة العربية السعودية في لقائه التلفزيوني الأخير، وفي كل تصريحاته الأخرى بشأن علاقة أقطار الخليج العربي مع النظام الإيراني، والسبب يعود إلى عدم الوثوق بسياسة هذا النظام الذي يُريد منذُ عام 1979م أن يغزو المنطقة العربية بدءًا من منطقة الخليج العربي ويحتلها ويعمل على تفريس الخليج العربي، وصولاً لبسط سيطرته على العالم الإسلامي، وهذا الغزو يدفع ثمنه الشعب الإيراني بقومياته المختلفة من قوُته وتنميته المحروم منها. 

النظام الإيراني كما وصفه سمو ولي ولي العهد السعودي “قائم على آيديولوجيا متطرفة” كونه لم يَقم من أجل تنمية الدولة الإيرانية ورخاء شعبها، بل انتهج سبيل العداء لدول المنطقة، لتكون جميعها تحت إدارة وسيطرة وهيمنة الولي الفقيه. استخدم النظام الإيراني وسائل مُتعددة للسيطرة على الأراضي العربية والهيمنة على ثرواتها، منها احتلال أراضي الإمارات وتأسيس جمعيات دينية سياسية تتحدث باسمه وميليشيات منظمة ومُدربة وتهريب الأسلحة وإحداث الشغب في مواسم الحج. وكيف تستطيع الأنظمة العربية أن تتفاهم معه وتتحاور وهذا هو منهجه ودأبه معها، فأسس الحوار مفقودة معه، فأقطار الخليج العربي تنتهج المنهج السوي والعقلاني في العلاقات مع دول الجوار والعالم وتحترم المواثيق الدولية في هذه العلاقات، إلا أن النظام الإيراني أبى إلا أن يُقابل هذا المنهج بمنهج مضاد له وخطوات مؤلمة وخارجة عن المواثيق الدولية والسُنن الدينية والأخوة الإنسانية. 

إن تدخله في شؤون اليمن وهي خطوته الأخيرة ليس من أجل اليمن ولا شعبها، وليس من أجل الحوثيين بل من أجل التعرض للحدود السعودية المجاورة لليمن لتحقيق هدف أعلى وهو احتلال الحرمين الشريفين في مكة والمدينة.

كانت القيادة السعودية دائمًا تحاول أن تنتهج منهج الحُوار المُتمدن والهادئ في علاقتها مع النظام الإيراني إلا أن هذا النظام يبتعد كثيرًا عن هذا المنهج ويتقلب في تصريحاته وتعاملاته، والقيادة السعودية تؤمن بأن كل مجتمع له حرية اختيار المذهب الذي ينتهجه، ولكن لا تقبل بأن يُستخدم الدين الإسلامي ومذاهبه حُجة للغزو وذريعةً للهيمنة وسببًا للتدخل في شؤون الدول الأخرى. 

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية