المبادرة التي أطلقتها جمعية الاجتماعيين البحرينية الرامية إلى جعل المواطن البحريني يحظى بالأولوية في التوظيف جديرة بالدعم والمساندة، فالهدف الذي يسعى إليه القائمون على المبادرة هو نشر ثقافة مجتمعية تدعم أفضلية اختيار البحريني في كل الأعمال في القطاعين العام والخاص. نعتقد أنه آن الأوان لأصحاب المؤسسات والشركات الكبيرة والصغيرة لترجمة حبهم للوطن إلى فعل يتجذر في الواقع من خلال العمل بلا تسويف على الاستثمار في الإنسان البحريني لأنه هو الاستثمار الحقيقي أولاً ولأنّ هذا الهدف هو ما تؤكد عليه حكومتنا الرشيدة لبناء المجتمع الآمن المستقر.
لا معنى لإطلاق الشعارات الداعية الى حبّ الوطن ما لم نجعل للمواطن الأفضلية في التوظيف في كل المؤسسات. إنّ الجميع بات يدرك أنّ الظروف الاقتصادية تحتم تحمّل مسؤولياتهم تجاه الوطن وفي مقدمتها جعل الإنسان البحريني يمتلك الأولوية المطلقة وهذا مبدأ سائد في كل بلدان العالم.
الإنسان البحرينيّ يمتلك الكفاءة التي تؤهله للعمل في كل المجالات والواقع برهن ذلك، والذين تساورهم الشكوك عليهم أن يتأملوا في الشركات والمؤسسات في أنحاء الخليج، فالبحرينيون استطاعوا قيادة هذه الشركات بحرفية ومهارة بالغة وبالتالي لم يكن نجاحها مصادفة ذلك أنّ العنصر البحرينيّ اسهم بشكل فاق التصور في تحقيق ثقة أصحاب الشركات الخليجية والأهم أنه أنجز ما عجز عنه الآخرون من عناصر أخرى.
إننا على ثقة أنّ مبادرة البحريني أولا ستحقق الآمال والطموحات لأنها تحظى بمساندة وتشجيع قيادة البلاد ولأنها من أولويات حكومتنا الرشيدة التي تؤكد في كل مناسبة على الإنسان البحرينيّ. إنّ جلّ ما نتمناه أن يثق اصحاب الشركات والمصارف بهذا الإنسان بإتاحة الفرصة أمامه للعمل والإنتاج، ويبدو لنا أنّ الجميع من مسؤولين ومستثمرين باتوا على قناعة أكيدة بأنه لا مناص من تعزيز ثقافة البحريني أولا كونها تمثل المواطنة الحقة ليؤدي البحريني دوره بكل ثقة واطمئنان ومسؤولية في خدمة وطنه. وبقي أن نتوجه بالشكر لجمعية الاجتماعيين على مبادرتها المتميزة لتنمية الإنسان البحريني وفتح الآفاق أمامه للإبداع والانطلاق.