+A
A-

براون يطالب الفرق بكشف أوراقها للمتابعين

كشف روس براون عن مخططاته لدفع فرق الفورمولا واحد إلى التخلي عن طابع السرية الذي بات جزءاً من هويتها، وذلك ضمن مساعيه لتقديم تجربة أفضل لمتابعي البطولة العالمية.

يرى براون، المدير الرياضي للفورمولا واحد، أنّ هناك فرصاً كبيراً للغاية في مجال التسويق الرقميّ يتمّ تفويتها نتيجة عدم الاستفادة من "ثروة" البيانات، نتائج المحاكاة وأجهزة القياس عن بعد المتوافرة لدى الفرق.

إذ أوضح أنّ ليبرتي ميديا ملاك الفورمولا واحد الجدد يعملون مع "تاتا للاتصالات" الشريك التقنيّ للفورمولا واحد على الكيفية الأفضل لتحسين تجربة التفاعل مع الفورمولا واحد – عن طريق استعمال التطبيقات، أجهزة الهاتف الذكية وحتى تجربة "الواقع المعزّز".

وبينما تعتبر بعض التعديلات – بما فيها تغطية حلبات الفورمولا واحد بشبكات إنترنت لاسلكية – بديهية، لكنّ التغييرات في الجوانب الأخرى ستستغرق بعض الوقت، لكنها ستحظى بشعبية هائلة.

حيث قال في تصريح لموقع "موتورسبورت.كوم: "هناك كمية رائعة من المعلومات في الفورمولا واحد، يمكننا جعلها متوافرة أمام المتابعين، حيث يمكنهم المشاهدة والاطلاع على أيّ جانب يرغبونه أو يهتمون به".

وأكمل: "تابعتُ البطولة كمشجّع عبر شاشة التلفاز، وما كنتُ أفتقده هو القدرة على الغوص عميقاً في مجريات السباق الحقيقية".

وأضاف: "كنت معتاداً على العمل من داخل المرآب وأن أحصل على كامل المعلومات، إضافة إلى التحليلات من قبل الخبراء كذلك. لذا كنتُ أمتلك الصورة الكاملة لمجريات السباق".

وتابع: "تخيل لو أنك تمتلك كامل المعلومات التي يمتلكها واضعو الاستراتيجيات في المرآب لتقرير موعد وقفة الصيانة. يمكنك محاكاة كلّ ذلك لتقرير موعد الوقفة بناء على وجهة نظرك".

واستطرد: "يمكننا تصميم البرامج المطلوبة كي يتمكن المتابعون من وضع توقعاتهم الشخصية. نعلم كيفية عمل الإطارات، كما نعلم مدة وقفة الصيانة. لديك مواقع السيارات على الحلبة مع الفوارق بينها. لذا يمكنك أن تعمل على تحديد موعد وقفة الصيانة لوحدك. بالنسبة لي، سيكون ذلك أمراً رائعاً من وجهة نظري".

واستكمل: "مع هذا المستوى من التفاعل، يمكنك تخيل كمية الآراء والجدالات التي سيتمّ طرحها. وهذا مثال واحد فقط لأحد نواحي السباقات نظراً لتوافر ذلك الكمّ الكبير من المعلومات – وجميعها ستكون متوافرة".

واستدرك: "تقوم الفرق بكمّ هائل من التحليلات على كيفية عمل السيارة، مستوى فرط أو صعوبة الانعطاف وأداء المكابح. في حال نجحنا بكسر ذلك الحاجز لإتاحة كامل تلك المعلومات – سواء المباشرة أم المتعلقة بأوقات سابقة – أمام المتابعين، أعتقد أنّ قسماً كبيراً منهم سيكون مسروراً بالفعل".

 

الكلام مع الفرق

من الناحية التقنية، تبدو الفرق مستعدة للعمل وفق رؤية ليبرتي ميديا لناحية الإفصاح عن البيانات والتفاعل بشكل أكبر مع المتابعين.

وكانت "تاتا للاتصالات" التي احتفلت بمشاركتها الـ 100 في سباقات الجائزة الكبرى في الصين، كانت قد جهّزت التوصيلات المطلوبة لذلك – بعد أن أكملت بنجاح اختبارات البثّ فائق الوضوح "ألترا إتش دي" والبثّ حسب الطلب العام الماضي واللذين يتطلبان حزمة واتصالاً عاليي السرعة.

قال براون: "إننا نمتلك إطار العمل ومنصة قادرة على القيام بكلّ ما نريد تقريباً. لذا فإننا وضعنا رائع".

من جهتها، ترى "تاتا للاتصالات" أنّ الفورمولا واحد في طريقها لتوسيع انتشارها، لذا على الرياضة تقديم المزيد من المحتوى التفاعلي للجمهور.

حيث قال ميهول كاباديا، رئيس عمليات تاتا للفورمولا واحد: "سابقاً، كان بوسعك تقديم تجربة السباق من دون القلق بشكل كبير حيال التقنيات. أعتقد الآن، أصبحت التقنية بأهمية سرعة السيارة نفسها. في حال أردنا سباقات رائعة تقدم عرضاً جيداً للمتابعين، فعلينا بذل أقصى جهودنا في التقنيات".

وأكمل: "ما قامت به شبكة  نيتفليكس  تمحور حول ضمان أن تحصل على ما ترغب به حين تطلبه. ما يزال النقل الحيّ للرياضة يواجه بعض التحديات، إذ يهتمّ المتابعون بأكثر من مجرد معرفة هوية الفائز. لذا علينا تقديم محتوى يتناسب مع ذلك".

 

ذهنية جديدة

إحدى أولى العقبات التي تواجه التغيير الرقميّ تتمثل في إقناع الفرق بالإفصاح عن الكمّ الكبير من المعلومات التي تمتلكها.

وبعلم براون أنّ القيمة في ذلك تكمن بقدرة الفرق على فهم أدائها وأداء المنافسين، لكنه يعتقد أنّ الفورمولا واحد ككلّ يمكنها الاستفادة في حال تمت مشاركة تلك البيانات علناً.

"علينا التفكير بمنظور أوسع – دعونا نتوقف عن المنافسة في مجالات معينة" قال براون.

وأكمل: "نعلم أننا في منافسة ضدّ بعضنا البعض، لكن هل يمكننا تجاوز الحاجز لنقول بدلاً من ذلك أننا نسعى إلى مجال عمل أكثر نجاحاً؟ وفي حال قمنا كلنا بذلك، لن يتأثر أيّ من الفرق ليحظى بأفضلية إضافية أو يخسرها".

وأضاف: "أذكر أنّ المسألة تكررت مع المحادثات اللاسلكية بين الفريق والسائق. لم ترغب الفرق بأن تذاع تلك المحادثات، لكنها الآن تعتبر جانباً هاماً للغاية من السباق ولم يعد أحد يفكر في المسألة".

وحين سئل إن كان قد تكلم مع الفرق حيال تلك الفكرة، أجاب براون: "للأمانة، لم نحسم كامل آرائنا بعد حيال المتطلبات الصحيحة من الفرق للسير بتلك العملية قدماً".

وأكمل: "لا أرغب أن أطلب قليلاً من هنا وقليلاً من هناك. علينا صقل فكرتنا بشكل جيد ومن ثم نبدأ العمل. سيستغرق الأمر بعض الوقت قبل أن نتمكن من تخطي حاجز السرية ذلك".

 

الاختبارات هذا العام

من جهة أخرى، أوضح براون أنّ أولى الاختبارات على الأفكار الجديدة قد تتمّ في وقت مبكر من هذا الموسم – على طريق تقديمها بشكل ملائم في 2018.

"ربما نقوم ببعض الاختبارات هذا الموسم، لكنني أعتقد أنّ الموسم المقبل هو الموعد الأكثر منطقية، لكن سنجري بعض التجارب هذا الموسم" قال بروان.

قد تطال التغييرات تجربة الجمهور على الحلبة كذلك، إذ من المخطط تغطية الحلبات بشبكات إنترنت لاسلكية.

إحدى المشاكل التي عانت منها الفورمولا واحد في السابق كانت تتمثل في أنه وعلى الرغم من الشراكة مع شركة تقنية رائدة على مستوى العالم مثل "تاتا للاتصالات"، لم تحصل خطوات للدفع نحو أرضية تشاركية – حيث يمكن للمتابعين الاستفادة من أفضل تغطية ممكنة للإنترنت اللاسلكية ضمن المدرجات.

وعلى الرغم من أنّ المصادر ترجّح أنّ "تاتا" بوسعها تأمين ذلك في "غضون ساعات":، لكنّ بيرني إكليستون كان متردداً حيال ذلك لأسباب تجارية. وهو أمر قال براون أنّ ليبرتي ميديا ستبحثه.

"سيحصل ذلك، بكلّ تأكيد. إذ يتمّ العمل عليه" قال براون تعليقاً على مسألة تغطية الإنترنت اللاسلكية في المدرجات.

وأكمل: " الأمور التي تكلمت عنها سابقاً – مجريات ما بعد السباق وتوقّع الاستراتيجية والعمل على وقفات الصيانة – في حال استطعت القيام بها من المدرجات، مستعملاً جهازك المحمول. تخيّل كم سيكون ذلك رائعاً".