العدد 3091
السبت 01 أبريل 2017
banner
نريد حلولا واقعية لا مسكنات
السبت 01 أبريل 2017

مشكلة العمالة الزائدة من الوافدين أو كما تسمى العمالة السائبة أو الهامشية هي مشكلة حقيقية وأزمة تتزايد مع الوقت ولا شك أنها تؤثر على التركيبة السكانية لدول الخليج.

ولكن لم تعجبن الطريقة التي يتم بها نقاش هذه المشكلة في مجلس الأمة وبعض الوسائل الإعلامية التي تعودنا منها دائما تحميل المشكلة للوافدين وأنهم سبب الأزمة باستثناء بعض الحكماء في بلدنا الحبيب الذين أنصفوا الوافدين بواقعية نحن جميعا نعيشها، لأن الوافدين متواجدون بطريقة قانونية وليس من العدل أن يدفعوا فاتورة تجار الإقامات من المواطنين الذين يتكسبون رزقهم بالتحايل على القانون واستغلال ثغراته، فضلا عن أن الوافدين جميعا يقومون بأعمال مقابل أجر ويدفعون من قوتهم للإقامة والتأمين الصحي والسكن والمواصلات ويقومون بأعمال لم ولن يفكر المواطن حتى في عملها.

إذا أردنا حل المشكلة يجب علينا أن نحدد بدقة موطن الخلل ومصدر المشكلة لكي نعالجها تماما، فالعمالة السائبة بسبب مرض الطمع والجشع لتجار تأشيرات العمل وعلينا أن نبحث في حلول سريعة وحاسمة لتغيير وتعديل بعض القوانين الخاصة باستقدام العمالة الوافدة حتى إن لزم الأمر وقف إصدار تأشيرات العمل لبضع سنوات لترتيب الأمور داخليا وتفعيل دور الرقابة وتطبيق القانون بصرامة بالسجن والغرامة المشددة على هؤلاء المتاجرين بأمن واستقرار الوطن.

أما إذا انتقلنا إلى مشكلة البطالة فأيضا هي من المشاكل التي يتم النقاش فيها بطريقة سطحية وساذجة امتدادا لمشكلة العمالة الزائدة وهي مناقشة بعيدة كل البعد عن طبيعة المجتمع الكويتي وثقافته المعيشية، لأننا جميعا نعلم أن العمل ثقافة وإرادة واختيار، فما الفائدة التي تعود على الوطن من مواطن يأخذ راتبا لكي لا يصبح عاطلا، هذه مسكنات وليست حلولا. والمسؤولية مشتركة بين الحكومة والمواطن، ولا يوجد تنسيق وضبط لحاجة سوق العمل الكويتي من الخريجين، والسؤال هنا، أين خطة دعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة للخريجين، وهل تعتقد الحكومة أن الشركة الكويتية لدعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة تقوم بهذا الدور على النحو المطلوب؟! ولماذا لا نأخذ الأمور بجدية وتخطيط ونستعين بخبراء في الأمور الفنية والإدارية والتسويقية من دول تقدمت اقتصاديا بفضل هذه المشاريع الصغيرة والمتوسطة مثل كوريا الجنوبية والهند وإيطاليا على سبيل المثال وأن ندرِّس أبناءنا هذه التجارب في المرحلة الثانوية وفوائدها على الفرد والدولة وأن نعلمهم أن عدم وجود حافز وهدف للمستقبل يجعلهم فريسة للاكتئاب والإحباط ورفقاء السوء.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية