+A
A-

الإرهاب الإيراني يقوض الأمن العربي

أجمع المشاركون في استطلاع أجرته "البلاد" بمناسبة انعقاد القمة العربية الـ28 في الأردن اليوم على أن ملف التدخلات الإيرانية في البحرين يتصدر اهتمامات المواطنين، مؤكدين أن الإرهاب الإيراني يقوض الأمن العربي.

المشاركون في الاستطلاع عبروا عن تفاؤلهم بخروج القمة بقرارات تعزز التضامن والتكاتف العربي وتوحد الجهود لمواجهة الإرهاب، والعمل على حل القضايا العالقة وعلى رأسها القضية الفلسطينية.

 

سفراء: إعادة القضية الفلسطينية إلى الساحة

أعرب السفير التونسي في المملكة محمد بن يوسف عن تطلعاته لأن تكون مشاركة القادة العرب في القمة على أعلى المستويات، نظراً للظروف المعقدة التي تعيشها المنطقة العربية، وطبيعة التحديات المتنامية التي تواجهها دول الخليج. وقال إن ملفات الأمن والإرهاب هي الأولوية الشاغلة لكل العرب اليوم، ويجب أن تكون القرارات المتخذة بمستوى الأخطار. وأضاف: نأمل أن تسهم القرارات في تعزيز التعاون الاقتصادي بما يحقق تطلعات الشعوب العربية في الرخاء والتنمية خلق فرص عمل للشباب، وأن تكون هنالك مساع إستراتيجية لحلحلة القضايا الشائكة التي تعيشها العديد من دولنا العربية، خصوصاً الملف السوري الذي نأمل أن ينهى سلمياً، وبما يكفل الحفاظ على وحدة سوريا أرضاً وشعباً، وأن تكون هناك قرارات حازمة تعزز أمن واستقرار المنطقة جذريا.

من جهته، قال السفير السوادني عبدالرحمن خليل أفندي إن انعقاد القمة يأتي في وقت حرج للعالم العربي، ونأمل أن تركز القمة على الوضع الاقتصادي العربي، خصوصا فيما يتعلق بالأمن الغذائي والبطالة. أضاف: ينبغي التوجه أيضا نحو التصنيع وتوطين الصناعات لتنويع الاقتصاد، بدلاً من التركيز على النفط كمورد رئيس، متمنيا أن تعيد القضية الفلسطينية إلى الساحة، وأن تساهم القرارات في حلها، بعد أن عانى الفلسطينيون التشرد في ظل الاحتلال الإسرائيلي.

وواصل السفير السوداني نأمل دعم السودان برفع العقوبات الأميركية وإعفاء الديون، والتجاوب مع مقترح الرئيس عمر البشير فيما يتعلق بتأمين الأمن الغذائي العربي، عبر مزيد من الاستثمارات في المجالات الزراعية بالسودان، وتوجيه الأموال العربية إلى البلد.

 

لقطة تذكارية للقادة قبيل افتتاح أعمال القمة الأردن

 

نواب: آلية موحدة لمواجهة الإرهاب

تطلع نائب رئيس لجنة الشؤون الخارجية والدفاع والأمن الوطني خليفة الغانم عن تطلعاته بأن تخرج القمة العربية بوحدة شاملة الرؤية والأهداف والمصير، آملا وضع آلية موحدة لمواجهة الإرهاب، والعمل على حل القضايا العالقة التي دفع ثمنها جزء كبير من الشعوب العربية في مقدمتها الشعب الفلسطيني والسوري والعراقي والليبي واليمني، مؤكدا في الوقت نفسه ضرورة توحيد الجهود لمواجهة التدخلات الإيرانية في الشؤون العربية ودعمها المستمر للمنظمات والخلايا الإرهابية.

إلى ذلك، رأى النائب علي المقلة أن انعقاد القمة يأتي في ظل انقسام عربي غير مسبوق، ما يلقي على كاهل الزعماء مسؤوليات تاريخية أهمها استعادة المبادرة والبدء في ترتيب البيت العربي، وإعادة الهدوء والاستقرار والطمأنينة لربوع البلاد العربية، متطلعا إلى أن يتمكن القادة العرب من تجاوز خلافاتهم والتوصل إلى صيغ توافقية تمكنهم من توحيد الطاقات والجهود لإنقاذ ما تبقى من مقدرات واستقلالية الأمة، وبما يساعد في حفظ الكرامة والاستقرار، وكذلك إعادة توجيه آلاف الملايين من الدولارات وأموال النفط لإعادة بناء وتعمير الأوطان التي خربتها الحروب، بما في ذلك البنى التحتية وإعادة بناء الإنسان العربي وتأهيله وزرع الثقة فيه من جديد.

في الأثناء، قال النائب أنس بوهندي إن توحيد الموقف العربي إزاء التدخلات الإيرانية المستمرة في الشؤون العربية ولاسيما دول الخليج العربي مطلب الشعوب الأول، فالمرحلة الحالية تتطلب الوعي العربي بشأن المخططات والمؤامرات الإيرانية التي تحاك بتعاون مع بعض القوى الإقليمية والدولية، والتي يجب أن تبدأ بطرد السفراء الإيرانيين من الدول العربية، آملا إدراج الحرس الثوري الإيراني على قوائم الإرهاب العالمية، كما تطلع إلى خروج القمة بتصورات تفضي بفتح الأسواق العربية وربطها مع بعضها، وتسهيل انتقال العمالة والأموال العربية بما يشكل ضمانة لسوق عربية واحدة على غرار السوق الأوربية المشتركة، وان تصدر التوجيهات لاستعادة الأموال العربية المهاجرة والعقول والكفاءات التي غادرت الوطن العربي طوعا أو كرها لتساهم مجدداً في البناء والتنمية.

 

أبو الغيط

 

شوريون: العمل على تعزيز الموارد غير النفطية

أعربت النائب الثاني لرئيس مجلس الشورى جميلة سلمان عن أملها في تعزيز التعاون العربي خصوصاً على المستوى الأمني لحماية الخليج من المطامع الخارجية، والتي تتصدرها إيران. كما تطلعت إلى التوصل إلى حل لإنهاء النزاعات في المناطق العربية، الأمر الذي لن يتم إلا بوقف التدخلات الإيرانية في الشؤون العربية، وما أحدثه ذلك من تشطير طائفي، ونزاعات، وأزمات سياسية كبيرة، وهو أمر لن يتم إلا بتوحيد الصف العربي.

ورأى رئيس لجنة الشؤون الخارجية والدفاع والأمن الوطني بمجلس الشورى خالد المسلم ضرورة خروج القمة بنتائج مثمرة تخدم الشعوب العربية، وقال: يجب أن نثق بأنفسنا أولنا، وأن لا نشكك بقدراتنا وبهويتنا، وأن نستمر في الصدق بما نقول، وأن نكون جادين في ترجمة كل قراراتنا وتطلعاتنا وطموحاتنا، وأن نسير في منهاج عمل محدد وواضح ، ووفق آليات محددة، وأن يكون الاتفاق الجامع سابق لذلك كله.

من جهته، بين عضو لجنة المالية والاقتصادية أحمد بهزاد أن الظروف التي تمر بها الأمة العربية اليوم صعبة جداً، خصوصاً في ظل تنامي الأعمال الإرهابية التي تتعرض لها بعض الدول، والتي تقف خلفها التدخلات الإيرانية المكشوفة. وقال: لاحظنا في عدد من المؤتمرات الدولية مشاركة أشخاص محسوبين على النظام الإيراني كالحوثيين، يعملون للخروج بتوصيات لا تدين النظام الإيراني، وقد حدث هذا بمحاولة مجموعة من الحوثيين حضور مؤتمر اتحاد البرلمان العربي الذي عقد بالرباط مارس الحالي، والتشويش على القرارات المتخذة ضد إيران. وأردف: تأتي القمة في ظل انخفاض أسعار النفط، وعجز في ميزانيات الدول المنتجة بسبب انخفاض الإيرادات، وهذا يدل على وجود العديد من التحديات التي تواجه القمة على المستويات كافة، بالإضافة إلى التدخلات الإيرانية وما تسببه من حروب تستنزف الميزانيات. وأمل بهزاد أن "يتخذ القادة العرب القرارات الحازمة التي من شأنها أن تساعد على وقف التدخلات الإيرانية في الشأن الخليجي، خصوصا البحرين، والتكاتف فيما بينهم، لتعزيز الموارد غير النفطية.

 

الأمين العام للأمم المتحدة

 

حقوقيون: وضع النظام الأساسي لمحكمة حقوق الإنسان العربية

قال رئيس مجموعة "حقوقيون مستقلون" سلمان ناصر إن القمة جاءت في ظل تحديات غير مسبوقة بالمنطقة العربية، موضحاً أن الحروب التي يشهدها العراق وسوريا وليبيا واليمن، والتدخلات الإيرانية في شؤون المنطقة، وتحديات محاربة الإرهاب والقضاء عليه، تمثل عائقاً حقيقياً لنيل الشعوب حقها الطبيعي في الأمن والسلم الأهلي. وبين أن الأعمال الإرهابية التي تشهدها دول الخليج، وما يعلن بشكل مستمر من قبل الأجهزة الأمنية المختصة عن كشف الخلايا الإرهابية التي تقودها إيران بالمنطقة، وما يتخللها من أعمال لتهريب الأسلحة والمتفجرات والذخائر، وهو ما يمثل تهديداً مباشر لاستقرار شعوب منطقة الخليج، وتقويضاً للأمن الوطني والاجتماعي والسياسي والاقتصادي.

وأوضح أن ما يتعرض له الشعب السوري من انتهاكات أفضت إلى تهجير ما يفوق 8 ملايين وقتل ما يقارب 300 ألف سوري يعد جريمة في حق الإنسانية تستوجب وقوف القادة عندها والعمل على إنهاء المعاناة الإنسانية. هذا بجانب ما يتعرض له الشعب العراقي من قتل على الهوية الطائفية على يد ميلشيات طائفية والتهجير القسري، والأعمال الإرهابية التي طالت مصر والاقتتال في ليبيا، كما تعد القضية الفلسطينية حجر الزاوية على أجندة القمة العربية والقمم السابقة، خصوصا في ظل ما يعانيه الشعب الفلسطيني على يد المحتل الإسرائيلي. كل تلك الأحداث تهدد أمن واستقرار الشعوب العربية وهي عامل لتأخرها اقتصاديا.

وبدوره، قال رئيس جمعية الحقوقيين المستشار عبدالجبار الطيب إن من المؤمل أن تخرج القمة بقرارات حازمة، تعزز التعاون العربي المشترك في مجال حماية وتعزيز حقوق الإنسان. وبين أنه تم إيجاد آليات حقوقية مشتركة، ومبادرة مملكة البحرين بخصوص المحكمة العربية لحقوق الإنسان من أهم الآليات التي ستصون حقوق المواطن العربي عبر محكمة تراعي الخصوصية العربية، إذ اعتمد النظام الأساسي للمحكمة في سبتمبر 2014، وما نتمناه للمرحلة المقبلة أن يتم العمل عبر البرلمان العربي وتعاون منظمات المجتمع المدني على توحيد بعض التشريعات المتعلقة بحقوق الإنسان، وأيضا توحيد معايير ولغة الخطاب مع المجتمع الدولي في شؤون حقوق الإنسان.

إلى ذلك، قال المستشار والمحامي فريد غازي إن الأمل يحدونا دائماً بأن تحقق القمم العربية آمال وتطلعات الشعوب العربية، وأولها الوحدة العربية بمفهومها المتحضر المتعلق بالوحدة الاقتصادية والاجتماعية، والرؤية السياسية المشتركة للدول العربية.

وأضاف: تأتي القمة في ظل منعطفات خطيرة يمر بها الوطن العربي، الحروب الأهلية داخل البلدان العربية بسوريا واليمن وليبيا، ونأمل من القمة أن تضع الحلول الناجعة لحل هذه النزاعات، والقضاء على الإرهاب بكل صوره، كما نتطلع لأن تعود القضية المركزية (الفسلطينية) للضوء مره أخرى، ولحلها وفقاً لاتفاقية أوسلو، وقرارات الأمم المتحدة ذات العلاقة.

وأردف: نتطلع إلى تعزيز التعاون للقضاء على الإرهاب، وكذلك أن تدفع القمة بتفعيل النظام الأساسي لمحكمة حقوق الإنسان العربية، الذي اقترحه جلالة الملك، ووضعت جامعة الدول العربية نظامه الأساسي.

 

الملك سلمان

 

إعلاميون: تحالف عربي لصد الحملات الإعلامية

رأت الإعلامية لولوة بودلامة أن ملف محاربة الإرهاب هو الأبرز، ولا بد من تضافر الجهود العربية لاجتثاثه وسد بؤره المتفشية في بعض الدول العربية". وأكدت آن الوقت قد حان لتشكيل تحالف إعلامي عربي لصد الحملات الإعلامية التي تسعى إلى تشويه الواقع وفبركة الحقائق، عبر نشر الأخبار الصحيحة عما يحصل في دولنا العربية من إنجازات ومكتسبات حضارية متنامية، بالإضافة إلى تشكيل فريق يقظ من الملحقيين الإعلاميين في السفارات العربية في الخارج تعمل على رصد الأخبار المغلوطة وتصحيحها". وزادت: التكامل العربي سيجعل من الكيان العربي تحالفا قويا قادراً على مواجهة بقية الكيانات، خصوصاً مع توافر الوحدة الاقتصادية والأمنية، والتي تمثل الأرضية الأساسية لبقية الآمال كلها.

ويتفق معها الإعلامي علي شاهين الجزاف، إذ يقول "تشكل القمة فرصة كبيرة لتعزيز وحدة الصف العربي، وتوحيد الرؤى المشتركة بين الدول العربية لمواجهة كل الأخطار والتحديات التي تتربص بالمنطقة في ظل المتغيرات السياسية، خصوصا فيما يتعلق بملف الإرهاب الذي تواجهه دولنا العربية. وأضاف: في البحرين نهتم بالملف الإيراني، إذ نعاني من تدخلاتها المستمرة في شؤوننا الداخلية، وآخرها الخلية الإرهابية التي تم الكشف عنها قبل أيام.

وعلى صعيد متصل، قالت الكاتبة منى المطوع إن حل الخلافات العربية بشأن التباين في الرؤى والاتجاهات هو الطريق الأمثل للوصول إلى قمة عربية فعالة، مبينة أن العرب قادرون اليوم على أن يكونوا قوة صناعية عالمية جديدة ذات ثقل لا يستهان به. وأكدت أن قوة العرب تبدأ بالاتحاد، وهو حلم كل عربي. وأضافت أن هناك ضرورة حتمية لمواجهة التحديات الاقتصادية والأمنية والسياسية، وهذا مطلب أساس في ظل التحولات السريعة في المنطقة، فمفاتيح الضغط العربية وأسلحتها الدبلوماسية والنفطية والاقتصادية والسياسية تكون أقوى وأكثر فعالية عندما تكون مجتمعة بدلاً من أن تستخدمها كل دولة منفردة في مجابهتها للمخاطر الإيرانية بالمنطقة.