+A
A-

"غير وتغير للأفضل" حصد تفاعلاً داخل وخارج البحرين

تعد الشابة منى شكر الله من النماذج البحرينية المُشرفة في مجال بناء قدرات التواصل وتطوير الذات، ونجحت عبر سلسلة من الدورات والورش للوصول إلى قلوب البحرينيين والمقيمين على هذه الأرض الطيبة. محبةُ أهلتها لأن تتعدى حدود الوطن وتسافر بين الفينة والأخرى لتشارك تجربتها شعوباً شقيقة وصديقة تسعى - كما نحن أيضاً - لبلوغ أفضل ما لديها.

"البلاد" كان لها هذه الحوار مع الشابة البحرينية التي لم تكتفِ بتطوير مهارات التواصل، بل شحذت همتها للتمييز في الرسم والخط والنقش والطبخ، وفيما يلي نص اللقاء مع المدربة المعتمدة منى شكر الله:

 

لمن لا يعرفكِ، ولم يتابع حضورك على التلفاز وبرامج التواصل الاجتماعي، من أنتِ؟ 

أنا منى محمود شكر الله، مسماي الوظيفي هو مستشارة في الموارد البشرية لشركة تتضمن أكثر من 80 موظفا (مهنة ثابتة)، وأنا أيضاً مُدربة في مهارات التواصل الفعال وتنمية الذات ومعتمدة من جهات عدة، وأبرزها وزارة العمل والتنمية الاجتماعية، أحب العمل التطوعي، إضافة إلى ذلك، أحب وأمارس عدداً من الهوايات اليدوية كالرسم والنقش والطهو.

 

- هذه التولية غريبة ليلاً.. الجمع بين الموارد البشرية، والتدريب، والفن؟  

نعم، لدي هواية الرسم والخط، بل إن مهاراتي المرتبطة بالخط العربي تُعد وراثة في العائلة على المستوى الشخصي، أحب أنقش، وأمارس نقش الحناء، والنقش على الجدران، أفضلُ ممارسة هذه الهوايات في الفضاءات المفتوحة.

 

- كيف أنتِ مع الطهو؟

الطبخ كان مجهوداً ذاتياً، وهذه المرحلة استمرت إلى أن التقيت شيفا ألمانيا في العام 2005، والذي علمني الطهو عبر برنامج تدريبي (كورس).

 

- ما الأصناف التي تفضلين طهوها؟ وهل أبتكرتِ أطباقك الخاصة؟ 

أعشق الأكلات الآسيوية والأطباق البحرية "الزفر"، وأتفنن في ابتكار السلطات.

 

- على صفحتك في موقع الإنستغرام شعار مفاده "غير وتغير للأفضل"، هل لكِ أن تحدثينا عنه؟

إذا سعى كل فرد فينا لتغيير نفسه أولا، سيؤدي إلى تغيير المجتمع على نحو تلقائي، فلماذا لا نتغير بأنفسنا نحو الأفضل، وسنجد النتيجة في جميع ما حولنا.  

 

- أشرتِ إلى تنظيمكِ عددا من الدورات التطوعية ومن دون مقابل، ما الدافع وراء هذه الخطوة؟

لديَّ ميول نحو التطوع عموما، وأقدم دورات مجانية لجميع الوزارات والجهات الحكومية ومن دون استثناء، وأرغب في أن أُظهرُ بلدي بالشكل الأمثل، تصلني دعوات كثيرة للخارج، ومن دولة الكويت الشقيقة تحديداً.

 

- أين يتركز نشاطك التطوعي مع مؤسسات المجتمع المدني؟

تطوعت كثيراً لمحاولة خدمة المدمنين، وكنت عضوة في جمعية أصدقاء مرضى إدمان الكحول والمخدرات، وقدمت دورات عديدة لهم، وتعامت معهم بسرية كبيرة، وهناك من تعافى منهم.

ولن أغفل تطوعي لخدمة ذوي الاحتياجات الخاصة، وأطلب من جانب جهات خارج المملكة لهذا الغرض، وأذهب في زيارات لدولة الكويت لحضور فعاليات مخصصة لخدمة هذه الفئات.

 

- سأقف قليلاً مع تجربتك في محاولة خدمة المدمنين، أعتقد أن التجربة ليست سهلة خصوصا الجزئية المرتبطة باكتساب الثقة، هل لك أن تحدثينا عنها بمزيد من التفصيل؟

شرعت في العمل مع المدمنين منذ العام 2009، وانضممت إلى الجمعية في العام 2010 (أي منذ تأسيسها). قدمت خلال عملي مع الجمعية ورشة عمل عنوانها (ابحث عن ذاتك)، كلنا معنيون بالبحث عن ذواتنا، حاولت ملامسة الجوانب العاطفية للمدمنين، وتبديل التفكير نحو تعزيز العزيمة والإرادة للمساعدة على الشفاء.

تعاملت مع 8 مرضى، ونجحت إلى حد كبير في علاجهم، وأحدُهم مَنح ابنتهم اسمي (منى)، واثنين من الثمانية عادوا التعاطي مجدداً للأسف.

 

ماذا بالنسبة لذوي الاحتياجات الخاصة؟

المجتمع هو من دفعني لاهتمام بهذه الفئة من الناس، ونظرات الشفقة إليهم تؤلمني. أعتقد لو أن فرداً واحداً بين كل عشرة أو عشرين تطوعوا لخدمة للمصابين بالتوحد ومتلازمة لتمكنا من دمج جميع هؤلاء مع المجتمع.

تعاونت أيضاً مع الجمعية البحرينية للحراك الدولي، وقدمت ورشة تدريبية للغرض ذاته. 

  

هل من كلمة أخيرة تودين قولها؟

ليس كل من يمتلك شهادة مدربا، هو مدرب فعلاً.. لا يستحق هذا الوصف إلا من يحاول تغيير مجتمعه إيجاباً، ومجتمعنا أضحى يعج بأشخاص هوايتهم جمع شهادات التدريب، ولكنهم لا يضعون بصمتهم الإيجابية على من حولهم.