+A
A-

اعتلى الشهداء... وانجلى الاحتلال... وبقيت راية الكويت خفاقة

هي واحدة من أبرز الملاحم التي خلدها شباب كويتيون من مختلف الانتماءات الطائفية، والوظائف المدنية منها والعسكرية، اجتمعوا على كلمة واحدة، وهي التضحية من أجل الوطن في قبال الاجتياح العراقي للكويت في أغسطس 1990.

عدسة “البلاد” وفي إطار جولاتها الميدانية بدولة الكويت الشقيقة؛ لتغطية احتفالات الأعياد الوطنية، حطت رحالها على أطلال ذلك المنزل الذي كان معراجًا لأرواح الشباب من أفراد مجموعة المسيلة (قوة الكويت) التي شاركت فيما يعرف بملحمة القرين، والذي يحرص الكويتيون على زيارته في الأيام الوطنية وذكرى التحرير.

بدا المنزل وكأنه بالأمس، حيث ما زالت طلقات الرصاص والمدافع والـ”آر بي جي”، وسيارات المخابرات العراقية التي اشتبكت مع أفراد المجموعة، والدبابة التي شاركت في العملية، وسيارات أفراد المجموعة على حالها، فلم يتغير شيء مما حصل، سوى أن راية الكويت اعتلت سطح ذلك المنزل، وأن العدو اندحر بعد أيام قليلة من العملية، بعد تدخل القوات الكويتية وقوات التحالف.

ويتكون هذا الصرح التاريخي حاليًّا من ثلاثة أقسام، القسم الأول منه وهو المنزل، وما جرى عليه من آثار الدمار، وأما القسم الثاني فهو متحف يتضمن صورًا للشهداء، وآثارًا للمعدات العسكرية التي استعملت في المعركة.

وأما القسم الثالث فهو القسم الذي يقع خارج المتحف، وفيه سيارة حافلة صغيرة للمخابرات العراقية، وسيارتان أخريان تعود لصاحب المنزل بدر العيدان وقائد المجموعة، إضافة إلى دبابة عراقية تقف في مواجهة المنزل. 

وحسب ما يبدو فإن القائمين على المتحف استعانوا بدعامات حديدية لتثبيت المنزل ومنعه من السقوط، إضافة إلى أن عددًا من جوانب المنزل كانت تحتوي على لوحات تبين مواقع استشهاد أفراد المجموعة، وأماكن تمركزهم. 

ويبلغ عدد أفراد مجموعة المسيلة 31 شخصًا، 19 فردًا منهم شاركوا في المعركة، استشهد منهم ثلاثة أثناء المعركة، وأسر منهم 9 آخرون، حيث تم العثور على جثثهم فيما بعد ملقاة في مكان آخر، فيما كتب الله النجاة لخمسة أشخاص منهم. والمعركة التي دامت نحو 10 ساعات من يوم الرابع والعشرين من فبراير خلفت أضرارًا جسيمة في المنزل، فلا تكاد تدخل مرفقًا من مرافقه دون أن تعثر على آثار طلقات للرصاص، أو سقوط حائطه جراء قذائف مدفعية، مما يدلل على ضراوة وشراسة المعركة، وجلد الشباب المتمركزين داخل المنزل بأسلحتهم الخفيفة، في قبال القوات الكبيرة المحيطة بهم ومعداتها العسكرية الثقيلة.

وبأمر من أمير الكويت الراحل صاحب السمو الشيخ جابر الأحمد الصباح بعد زيارته للمنزل، تم تحويله إلى متحف وطني؛ ليكون شاهدًا حيًّا على صمود الكويتيين ورفضهم الخضوع للمحتل، وليكون رمزًا للفخر، وشاهدًا على جرائم الاحتلال.