العدد 2964
الجمعة 25 نوفمبر 2016
banner
نبض العالم علي العيناتي
علي العيناتي
أوروبا تحت المجهر
الجمعة 25 نوفمبر 2016

جولة جميلة انقضت من مختلف الدوريات الأوروبية الكبيرة، وشهدت الكثير من الإثارة والغرابة في ذات الأوان من بعض النتائج التي آلت إليها بعض المباريات التي كان متوقعًا لها سيناريو مختلفًا تمامًا عما حدث على أرض الواقع.

فلا أحد كان يتوقع أن يفوز ريال مدريد على اتليتكو مدريد بثلاثية بيضاء، جعلت الجميع يصاب بالذهول خصوصًا وأن المباراة أقيمت على ملعب الفاسينتي كالديرون الصعب، والذي يكون عصيًّا على جميع الفرق الزائرة له تقريبًا، ولا أعني في هذا المقام تعجبي من فوز الريال على اتليتكو تحديدًا بقدر ما أصابني الذهول من حجم النتيجة التي انتهت بها المباراة، والتي لم يتوقعها حتى أكبر المتفائلين من عشاق المرينغي!!.

وإحقاقًا للحق يجب أن نعطي مدرب الريال زين الدين زيدان حقّه الوافي في هذا الفوز الكاسح الذي حققه الملكي، فقد تفوق فنيًّا وتكتيكيًّا على ديغو سيميوني الذي عجز عن مجاراة زيدان وغابت عنه كل الحلول، فقد كانت نظرة زيدان ثاقبة عندما اضطر لتغيير طريقة اللعب المعتادة وحوّل رونالدو للعب دور رأس الحربة الصريح لاستغلال مهاراته وسرعته ولتعويض الغيابات الهجومية التي عانى منها الملكي، في الوقت الذي أخطأ فيه سميوني في قراءة المباراة بالشكل الصحيح، عندما غيّر نهج الفريق المعتاد والذي يعتمد على التحفظ الدفاعي أكثر وطالب من لاعبيه بالتقدم والاندفاع للأمام، لأنه كان يعتقد أن الغيابات التي يعاني منها الريال قد تكون سببًا كافيًا لتغيير الفكر ومباغتة المرينغي للانقضاض عليه، وهذا ما كلّفه الخسارة بهذه النتيجة الكاسحة!!.

أما قمة البريميرليغ بين مانشستر يونايتد والارسنال فقد انتهت بنتيجة التعادل بعكس ما كانت تشير إليه مجريات اللعب، فقد كان مانشستر هو الأفضل طيلة فترات اللقاء تقريبًا وكان الأجدر بتحقيق الفوز على الارسنال لكنه لم ينجح في “قتل” المباراة بهدف ثان بعد تقدمه بالنتيجة، ويمكننا القول أن الارسنال بدوره قدم أسوأ مباراة له هذا الموسم على الصعيدين التكتيكي والفني، وكان واضحًا أن المدرب ارسين فينغر ينوي تجنب الخسارة أكثر من محاولة الفوز واقتناص النقاط من الاولد ترافورد!!.

في حين كان ديربي إيطاليا بين الميلان والانتر عند الموعد والعهد الدائم بطبيعة لقاءات الديربي، إذ كان اللقاء مثيرًا للغاية وظل متكافئًا بين الفريقين حتى الدقائق الاخيرة من اللقاء، وقد شهد العديد من الأهداف التي أمتعت الجماهير والحضور في السان سيرو، بعكس ما كان متوقعًا قبل انطلاق اللقاء، حيث كانت المؤشرات تنذر بعدم ظهور هذا الديربي بهذه الجمالية، وذلك لافتقار الفريقين للنجوم الذين يصنعون الفارق كما كان العهد سابقًا بلقاءات قطبيّ ميلانو.

ويجب علينا أن ننوّه هنا إلى أننا ورغم المتعة الكبيرة التي حظي بها هذا الديربي إلا أن النتيجة النهائية للمباراة لا تصب في صالح الدوري الايطالي بشكل عام، فبعد فوز يوفنتوس المتصدر وتعثر كلاً من روما والميلان، أصبح اليوفي متربعًا على عرش الصدارة بفارق كبير من النقاط (7 نقاط)، وهذا ما يضعف المنافسة أكثر على لقب الدوري الذي يبدو أنه سيكون بقبضة اليوفي في نهاية المطاف للمرة السادسة على التوالي!!.

وأخيرًا، تفاجأت شخصيًّا من الأداء الراقي جدًّا الذي قدمه دورتموند في مواجهته النارية أمام بايرن ميونيخ والتي استطاع فيها من الفوز عليه بهدف نظيف، فهي من المرات القليلة جدًّا التي أشاهد فيها المدرب كارلو انشيلوتي فاقدًا للحلول وعاجزًا عن مجاورة عقلية وفكر توخيل الراقية، فقد كان دورتموند الأفضل في اللقاء واستطاع لاعبوه خنق لاعبي البايرن بتوغلاتهم وتحركاتهم السليمة.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .