صرح قائد منظمة الباسيج السوداء بأن رايات النظام الإيراني ترفرف على سارية أقطار عربية، وهي أعلام لا ترفرف على ساريات سفاراتها، بل على منظماتها الإرهابية التي تتولى إدارة تلك الأقطار ومحاربة قواها الوطنية. وأضاف هذا المتحدث بأن (القوات الإيرانية هناك لمحاربة مَن يرفض وجود هذه الرايات)، متهمًا الكيان الصهيوني بأنه قاتل الأطفال، ولنتساءل ماذا يفعل جيش الإرهاب الإيراني في تلك الأقطار؟ هل يذهب للتنزه في العراق وسوريا واليمن حاملاً الحلويات والزهور إلى أبناء الشعب العربي هناك؟ إن توابيت الجنود العائدة إلى إيران تؤكد حقيقة وأسباب وجود تلك القوات هناك.

إن سياسة النظام الإيراني تؤكد أنه لا يُريد أي توافق سياسي مع أقطار الخليج العربي ولا مع الأقطار العربية التي تناهض سياسته العدوانية، وافتخاره برفع تلك الرايات على أبنية مكاتب الأحزاب الإيرانية يُعد تبجحًا سياسيًا واستمرارا في إثارة الفوضى والإرهاب في المنطقة العربية وصولاً إلى احتلال أراضيها والسيطرة على ثرواتها، وتفريس أراضيها وشعبها لضمها إلى امبراطوريتها التي هزمها العرب المسلمون في معركة القادسية في عام 15 هـ والقادسية الثانية في عام 1980م. وبالرغم من تكرار هذه التصريحات لأكثر من مسؤول إيراني سياسي وعسكري إلا أن النظام الإيراني يدعي بأنه لا يتدخل في الشؤون الداخلية للأقطار العربية!

إن وجود هذه الرايات السوداء في تلك الأقطار العربية يُطيل من أزماتها السياسية، ويمنع أية خطة لتسوية شؤونها السياسية والعسكرية، وهي بمثابة استعراض للنفوذ والتوغل الإيراني في تلك الأقطار، ولإذكاء نار النزاعات الأهلية، وهذا كله من أجل تصدير الثورة كقوة إقليمية لها القرار في ميادين الصراعات السياسية والدبلوماسية في المنطقة.

على النظام الإيراني أن يدرك رفض أقطار الخليج العربي الوجود الإيراني السياسي والعسكري على الأراضي العربية، ورفض الاعتراف بالميليشيات الإرهابية والتعامل معها كأمرٍ واقع.