نصت المادة (23) من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية على أن الأسرة (هي الوحدة الاجتماعية الطبيعية والأساسية في المجتمع)، ويعرف الميثاق العربي لحقوق الإنسان الأسرة بأنها (الوحدة الطبيعية والأساسية للمجتمع). ونصت المادة (5، أ) من دستور مملكة البحرين وتعديلاته لعام 2012م  على أن (الأسرة أساس المجتمع، قوامها الدين والأخلاق وحب الوطن). الأسرة ركن أساسي في المجتمع وعلى أفرادها واجبات كما عليهم حقوق، وكلما صلحت الأسرة سلم المجتمع وتقدم، ومن أهم واجبات الأسرة تربية الأبناء على الفضيلة والقيم، واحترام الأنظمة والقوانين، وبث روح الثقة والمسؤولية في أنفسهم، والتواصل الاجتماعي مع الآخرين، ونبذ السلوكيات المجتمعية الخاطئة، وتنشئة الأبناء تنشئة صالحة وجعلهم أفرادًا راشدين وفاعلين في المجتمع.

وتناولت التوصيات التي أصدرها المؤتمر الوطني الثالث للمرأة البحرينية الذي أقيم تحت شعار (المرأة والقانون، مسيرة إنجاز، تحديات وتطلعات) عددا من الموضوعات الأساسية المتعلقة بالمرأة، ومنها (التشريعات، القرارات التنفيذية، اللوائح الإدارية، الخدمات القانونية المقدمة للمرأة والأسرة البحرينية، وبرامج التوعية والتدريب الخاصة بالمرأة). وفي هذا المؤتمر تم التأكيد على استكمال قانون أحكام الأسرة كونه حاجة مجتمعية ضرورية ليسهم في معالجة الكثير من المشاكل التي تعاني منها بعض الأسر، كالطلاق والعنف الأسري والنفقة وغيرها. 

إن أمن المجتمع يعتمد على أمن الأسرة واستقرارها، ولن تكون الأسرة آمنة إلا بحزمة من القوانين والتشريعات، والقانون لا يتحقق الهدف منه إلا بتنفيذه من قبل الجهات المعنية، فالقيادة السياسية الرشيدة والحكومة الموقرة وأفراد المجتمع ومؤسساته الرسمية والأهلية عيون ساهرة تحمي المرأة وتحيطها بالعناية من أجل أن تأخذ دورها المجتمعي الحقيقي. وما تحصل عليه المرأة من القطاعين العام والخاص من أمور تتعلق بها هي حقوق مجتمعية وإنسانية وليست خدمات مُيسرة للمرأة، ومن واجب المجتمع أن يوصل هذه الحقوق إلى المرأة. إن إدراج القطاعين العام والخاص احتياجات المرأة في المشاريع ليس من دافع الشفقة ولا الصدقة، فالمرأة البحرينية جزء لا يتجزأ من المجتمع البحريني، ومواطنة تتمتع بالحقوق والواجبات، والمرأة أساس الأسرة ومَن لا يدرك حقيقة شأن المرأة فحياته تظل ناقصة ولا قيمة لها، ولن تجري حياتنا بدونها ولن يرتقي المجتمع من غيرها. ومن العدالة أن تنال المرأة الكثير من الحقوق إن لم تكن كلها، فعلينا جميعًا نصرة المرأة.