العدد 2910
الأحد 02 أكتوبر 2016
banner
عام هجري جديد
الأحد 02 أكتوبر 2016

يرحل عن عالمنا عام هجري ليحل محله العام الهجري 1438. عام يمضي وآخر يأتي، فيه تحدث العديد من الإنجازات العلمية والطبية والتقنية التي تهب للحياة وبشريتها المزيد من الآمال. هل نتذكر، إن كنا نتذكر.. ماذا حدث لنا في العام الراحل؟ وهل تحققت آمالنا فيه؟ ومن الأفضل أن نقف ونحاسب أنفسنا ونستذكر رصيدنا الإنساني فيه، أو نعدد المنجزات التي حققناها لأنفسنا وعائلتنا ومجتمعنا وبلدنا،
العام 1437هـ ورث عن سلفه الكثير من الحروب والمآسي في العديد من الأقطار العربية والأجنبية، ورحل عنه الكثير من البشر بسبب ذلك، فالمعارك لم ولن ينتصر فيها أحد، لأنه لا أحد يملك حق قتال الآخر، فقتالهم من أجل سلطة فانية لا تدوم، يتقاتلون على شيء من الصعب جدًا الحفاظ عليه أو إدارته، فالقوي يقتل الضعيف بما يمتلكه من قوة السلاح ودعم الأتباع.
وهاهو العام 1438هـ يأتي ويرث من سلفه ما ورثه عن من قبله، نزاعات عسكرية مستمرة، مؤتمرات اقتصادية تفتقد النزاهة، أمراض متتالية بأسماء مختلفة، منتجات جديدة ومتنوعة تحل محل القديمة، الكثير والكثير من البشر يرحلون بسبب صراع فئات قليلة مُتعصبة على السلطة هنا وهناك.
مع إطلالة كل عام هجري أو ميلادي نتمنى أن تتحقق الكثير من الآمال، ونتمنى أن تكون أيامه ولياليه وشهوره بردًا وسلامًا علينا، ولكن الآمال مجرد أحلام، ولا يمكن لآمالنا وأحلامنا أن تتحقق بدون السعي والاجتهاد والتغيير، التغيير يبدأ في حالنا ومجتمعنا، والتغيير لا يمكن إلا عندما نقف أمام مرآتنا للمساءلة والمحاسبة الذاتية، فعلينا أن نستغل كل شيء جيد من أجل تحقيق هذا التغيير الذاتي والإنساني والمجتمعي، إن العُمر يمضي ولا يعود ثانية، فمن ضيعه في غير محله لن يُحقق التغيير ومن استفاد منه صنع شيئًا جيدًا لنفسه.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية