العدد 2898
الثلاثاء 20 سبتمبر 2016
banner
النفط هو الأساس
الثلاثاء 20 سبتمبر 2016

عندما حدث الغزو الغربي للعراق عام 2003 كان الشعار المرفوع هو “أسلحة الدمار الشامل” وبعد الاحتلال تم تدمير كل شيء، بل حتى المتاحف تم نهبها أو الإيحاء بنهبها وتدميرها، إلا موقع واحد تمت حراسته هو وزارة النفط العراقية، ثم بعد ذلك خرجت علينا الصحف الأميركية بنوع من التكذيب لسبب الغزو واعتراف وزير الخارجية الأميركي الأسبق بذلك، ثم خرج علينا البرلمان البريطاني بتخطيئ مشاركة بريطانيا في الغزو، إلا أن ذلك حدث بعد التدمير وبعد أن استولت الشركات الغربية على كل شيء في العراق واستفادت شركات السلاح من الكميات المهولة التي تم استخدامها على الأرض العراقية.
اليوم في ليبيا نرى الحرب مستمرة في حصد الأرواح وتدمير الممتلكات وغياب الدولة، وذلك يتم باليد الغربية التي ساهمت في البداية في إسقاط النظام وتدمير مؤسسات الدولة بدعوة عربية للأسف الشديد، ومازالت القوات الغربية تمارس دورها المرسوم على الأرض الليبية ولا تهتم لما يحيق بهذا البلد العربي، ولم نسمع لها صوتا ينادي بوقف القتال أو التهديد للقوات المتقاتلة، بل هي بصورة غير مباشرة تشارك في هذه الحرب بدعم هذا الطرف أو ذاك ليستمر الصراع بلا نهاية، ولكن ما إن وصلت قوات الجيش الليبي (بغض النظر عن الموقف منه) إلى بسط يدها على مواقع النفط الليبي حتى هبت دول الغرب للتهديد والوعيد والأمر بضرورة انسحاب قوات الجيش من تلك المواقع بدون قيد أو شرط، حتى بدون العودة إلى ما يسمى مجلس الأمن الدولي بادرت دول الغرب إلى إطلاق ذلك التهديد بوقاحة غريبة تقول إن لها الحق في التدخل في الشأن الداخلي لهذه الدولة أو تلك.
حتى الآن يمثل النفط العامل الأهم في السياسة الغربية تجاه الدول النفطية التي تعتقد أنها على علاقة قوية مع تلك الدول دون فهم أنه بمجرد نضوب النفط سيتغير كل شيء، فقيمة هذه الدول مرهونة بما لديها من نفط أو غاز تعلو مع علو قيمته وكميته وتهبط مع هبوطهما، فالغرب كما نعرفه لا صداقة عنده ولا مبادئ يسير عليها غير مصالح رأس المال والشركات الكبرى التي ترسم السياسة من وراء الستار لتطبقها الحكومات الغربية.
ولكن الغريب الهرولة التي عليها دول النفط صوب دول الغرب في كل شيء، ويحدث ذلك دون التفكير المستقبلي في الحال ما بعد النفط والغاز، وهو حال ستكتوي به شعوب النفط أكثر من أنظمتها ومع ذلك لا نرى شيئا في الأفق غير الهرولة صوب الغرب للنجدة من الإرهاب الذي صنعه الغرب.. سبحان الله.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية