العدد 2882
الأحد 04 سبتمبر 2016
banner
درس جديد من سمو رئيس الوزراء
الأحد 04 سبتمبر 2016

يحتار المرء في أي جانب من جوانب شخصية وخصال ومزايا ومسار عمل رئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة وأبقاه ذخراً للبحرين وشعبها، يكفي أن نتمعن جيداً في نهجه الوطني، وهو النهج الذي وجدناه دوماً يحرص على ترجيح كفته في كل شأن من شؤون البحرين وشعبها، وكان لافتاً متابعاته لأدق التفاصيل ومراعاة جوانب كل موضوع سواء من حيث الشكل أو الجوهر، لذلك لم يكن غريباً على سموه أن يكون في قلوب مواطنيه، أحبهم فأحبوه، وبادلوه الوفاء بوفاء، كما كان ولازال موضع ثناء وإشادة وتقدير من هيئات ومنظمات دولية منحته الجوائز والشهادات التقديرية العالية لإعطائه ولإنجاز أنه في كل مجال وميدان ولمبادراته الإنسانية التي امتدت خارج البحرين، يكفي أن نتابع هذه الأيام الأصداء الواسعة في الصحف ووسائل الإعلام ومواقع التواصل الإلكتروني في الهند الصديقة والتي استفاضت كثيراً إزاء موقفه الإنساني ومبادرته تجاه مواطن هندي فقير نشرت صحافتنا المحلية في الأيام الماضية تفاصيل معاناته، وكيف كان الموقف الإنساني السريع من لدن سموه الكريم، وهو الموقف الذي أعطى درساً في التفاعل مع القضايا الإنسانية ومعاناة الآخرين أينما كانوا، ودرساً في العطاء الخير، وهل يمكن أن ننسى إلى جانب ذلك اهتمامات سموه بالحالات الإنسانية ومتابعاته في كل ما تطرحه صحافتنا المحلية من قضايا ليأتي تجاوب سموه سريعًا معها.
إن محطات عمل وعطاء ومواقف وإنجاز سموه كثيرة ومتعددة الأوجه والمجالات والميادين وعلى مختلف المستويات وكل ذلك وغيره هو مبعث اعتزاز وفخر كل مواطن بحريني، غير أنني في هذه المقالة أقف تحديداً عند مجلس سموه الأسبوعي المفتوح للجميع، وإذا كان هناك الكثير قد قيل ويمكن أن يُقال في دلالة انفتاح هذا المجلس للجميع وفي التواصل المباشر بين سموه والمواطنين، إلا أنني أردت تحديداً أمام عبارة سمعتها من سموه له من المعاني والدلالات التي تستحق التوقف، سموه قال “في طفولتنا تعلمنا أن طفولتنا تعلمنا، أنا وابن عمي على الغريب، أما اليوم فالأمر اختلف، أنا والغريب على ابن عمي”.
عندما سمعت تلك العبارة من سموه في مجلسه الأسبوع الماضي أدركت مجدداً أن سموه بارع في وضع اليد على جوهر الإشكاليات التي نعيشها في الوقت الحاضر كدأبه دوماً الغوص تحليلاً في نقاط مفصلية بمنتهى الفهم والوعي والوطنية.
تلك عبارة لها معنى عميق، ويكون لها معنى أعمق حين تسمع من رجل في جعبته من الخبرات والرؤى والحكمة والدراية وسعة الاطلاع مما لا يستهان به، إن سموه بكل ذلك يضخ في جسم الوطن شحنات من الأمل والبرهان والإصرار على المضي بهذا الوطن إلى بر الأمان رغم كل العواصف التي تتهددنا على كل الأصعدة.
فعلاً في طفولتنا، في تلك السنوات التي نتحسر عليها، كنا نتكاتف مع بعضنا البعض، كل مظاهر الجيرة والتعاون والتكاتف والألفة والمحبة بين الجميع تتجلى في كل جوانب الحياة البحرينية، وكان كل مواطن يضع الترابط الاجتماعي، ومصلحة البحرين فوق كل اعتبار، وفوق كل ظرف، ولكن من المؤسف حقاً أن نجد الآن هذه المظاهر تكاد تكون غائبة أو مغيبة بسبب أن هناك من يحاول أن يغذي مظاهر التفكك والانشطار والانقسامات وجعلها تطفو على سطح واقعنا، بدافع الطائفية والعصبيات تارة، وبدافع مصالح خاصة والعيش على السلبيات تارة أخرى، وحتى بدافع المساس بوحدتنا الوطنية التي من خلالها نحقق الاستقرار السياسي والاقتصادي والأمني والاجتماعي.
وإذا كنا نستعيد بعض وقفات ومواقف ومآثر صاحب السمو الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، فذلك أمر يفرض نفسه بفيضه وغزارته، والمطلوب كما يؤكد سموه دائماً أن تكون مصلحة البحرين فوق كل اعتبار حتى نبني المشروع الأفضل لمستقبل بلادنا، ونتجاوز كل المحن والتحديات.. هل يمكن أن يختلف أحد على هذا الهدف؟

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .