في هذه الظروف التاريخية وتصاعد الإرهاب الصفوي والقوى المعادية الأميركية وبروز وانتعاش فئة خونة الأوطان، مازال الإعلام الخليجي في وضعه المحزن، أخطاء وتقصيرات وعوامل ضعف موجودة ونتائج سلبية بالرغم من وجود الإمكانيات المادية والكفاءات المتخصصة الملتزمة، الإعلام الخليجي لم يحقق رسالته على الوجه الأكمل ووفق خطط مدروسة على أسس علمية وميدانية. نحن ضائعون في هذا الميدان وكأننا نفتقد الصناعة الإعلامية السليمة والصحيحة، وهذا يجعلنا بحق أمام معضلة كبيرة وثغرة يعاني منها إعلامنا الخليجي الذي أصبح بلا أدنى شك بعيدا كل البعد عن المستوى الذي يؤهله لتحقيق مبادئ وأهداف وطننا العربي الكبير.
النشاط الإعلامي الأكثر رواجا في الخليج نشرات الأخبار ولكننا على امتداد سنوات طويلة نفتقد إلى البرامج الأخرى ذات الطبيعة والخصائص التي تكشف الفوضى الشاملة للعدو كبرامج الحوارات والندوات ذات التأثير الجماهيري التي تشير الى خطورة ما يحاك لأهل الخليج. معظم برامج الحوارات والندوات التي تشارك فيها الطلائع المثقفة إن جاز التعبير تأخذ طابعا دعائيا وتفتقد التوجيه والمشورة، وأم المصائب في غالبية الفضائيات الخليجية استحواذ مقدم البرنامج على تسعين في المئة من الجو العام للبرنامج إذ لا يقوم بإعطاء الضيف فرصة كافية للحديث بكثرة المقاطعة، ونستغرب عندما نسمع أن هؤلاء المذيعين مدربون ومؤهلون وكوادر متخصصة في العمل الإعلامي! غالبية المذيعين لا يصلحون أصلا لتقديم برامج مهمة تتفاعل بشكل أعمق وأوسع مع القضايا المصيرية لأهل الخليج، ومازالت أتذكر تلك المذيعة التي قطعت على الضيف كلامه خلال برنامج حواري وطرحت عليه سؤالا غبيا ليست له أية علاقة بالموضوع، ولكن مقاطعة الضيوف أصبحت جزءا أساسيا في هذه النوعية من البرامج الفاشلة.
الفضائيات الخليجية تعاني أزمة حقيقية ولا تتقن لغة التواصل مع المشاهد بشكل مثمر وبعيدة كل البعد عن الطموح المنشود لها عبر ضعف البرامج الحوارية والندوات ودق الأبواب الموصودة بالخطأ. فكما الفضائيات الخليجية انحدرت بذوق أطفالنا وأكسبتهم صورا مختلفة من العنف أيضا هي بعيدة عن قلب الحدث وتفتقر الى المنهج الصحيح الذي يوجه عقول وأبصار الرأي العام العالمي، مازلنا نعطي مساحة صغيرة لقضايا كبيرة ومصيرية تهدد أوطاننا، وفضلنا المسابقات والبرامج التافهة وخصصنا لها مساحة شاسعة في خارطة البرامج بل تم توظيف لجان استشارية تضم خبراء المسابقات والبرامج الترفيهية!
هناك مشكلة وظاهرة سلبية في معظم الفضائيات الخليجية، وفي الإعلام الخليجي بصورة عامة، فكونوا يا أصحاب القرار أوضح رؤية وأكثر قدرة على المسيرة الصحيحة المتكاملة.