العدد 2863
الثلاثاء 16 أغسطس 2016
banner
عالم مجنون د. محسن الصفار
د. محسن الصفار
مخالفات مرورية... وجرائم مرورية
الثلاثاء 16 أغسطس 2016

تدمع العين ويعتصر القلب أسى عندما نقرأ أو نسمع أخبار الحوادث المرورية المروعة التي يذهب ضحيتها أبرياء لا ذنب لهم سوى أنهم كانوا في المكان الخطأ في طريق أحد المستهترين الذين يقودون سياراتهم وكأنهم يقودون مركبة فضائية في الفراغ الكوني الشاسع، حيث لا موانع تحد من سرعتهم ولا أي بشر في طريقهم والنتيجة قتلى وجرحى ومعاقون وخسائر جسيمة في الممتلكات.
قبل مدة من الزمن توفيت شقيقتان في عمر الزهور بسبب تهور سائق ثبت تعاطيه الخمر، مما أدى إلى سقوط سيارتهما من على الجسر، وبالأمس سائق متهور يقود سيارته بسرعة جنونية يقتل شخصا ويجرح آخرين والكثير من هذه الحوادث الدموية التي لا يسعفني تذكرها كلها وإن كانت كل منها محفورة في ذاكرة من فقدوا أحبتهم في هذه الحوادث المؤسفة.
عندما أصبحت السيارات وسائط نقل متداولة في شوارع العالم وضعت لها على الفور قواعد ونظم تحدد طريقة حركتها وسرعتها حفاظا على أرواح سائقيها والسائقين الآخرين والمارة في الشوارع، واعتبرت التجاوزات الطفيفة أنها مخالفات مرورية يعاقب مرتكبها بغرامات مالية بحسب نوع المخالفة ولكن في الوقت نفسه فإن المخالفات الجسيمة ومنها القيادة تحت تأثير الكحول والسرعة الجنونية والاجتياز المتعمد للإشارات الضوئية لا تعد مخالفات مرورية بل تصنف على أنها جرائم يعاقب مرتكبها بالسجن والغرامة ومصادرة المركبة ومنعه نهائيا من قيادة السيارات أو لمدد معينة تتناسب مع الجريمة التي ارتكبها.
إن رخصة قيادة المركبات عبارة عن عقد بين الدولة وحامل الرخصة يتعهد بموجبه حامل الرخصة بمراعاة القوانين وعدم تجاوزها بشكل متعمد يؤدي الى الحاق الضرر بنفسه أو غيره، وإلا عرض نفسه للعقوبات التي ينص عليها القانون المدني والجنائي.
إن من يرتكب الجرائم المرورية يجب أن يعاقب بأقصى العقوبات التي تسمح بها القوانين الجنائية حفاظا على سلامة الطرق التي تعتبر الشرايين الحيوية للحياة المدنية، وأن يكون مرتادوها من سائقين ومشاة آمنين على أرواحهم من طيش العابثين وصرعات المجانين وإلا تحولت الطرق الى اشبه بخنادق الحرب لا يدري من يدخلها إن كان سيخرج حيا أم لا.
إن الأهل ملزمين بتوعية أبنائهم وبناتهم بخطورة التجاوزات المرورية وعدم السماح لهم بالقيادة بسرعة ومعاقبتهم بسحب السيارة منهم في حال تكررت مخالفاتهم وعدم دفعها وغض النظر عنها حتى يروا ابنهم خلف القضبان أو في المقبرة وحينها لا ينفع الندم ويدرك الأهل انهم اشتروا من مالهم السلاح الذي حطم مستقبل فلذة كبدهم وفلذات أكباد أسر اخرى نتيجة الطيش والغرور والتهور دون رادع.
كما أن إدارة المرور مطالبة بملاحقة مرتكبي هذه الأفعال جنائيا دون هوادة وعدم التساهل معهم بأي شكل من الأشكال حفاظا على الأرواح والممتلكات.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية