العدد 2860
السبت 13 أغسطس 2016
banner
أعانك الله يا وزير التربية
السبت 13 أغسطس 2016

لم يكن التشكيك في أمانة ومصداقية وزارة التربية ووزيرها ومسؤوليها  المرة الأولى ولن يكون للمرة الأخيرة، بل هو من أهم الأهداف التي ارتكزت عليها الصحف الصفراء ومعها الانقلابيون الذين يسعون لهدم مؤسسات التعليم في الدولة، حين تكون بدون معايير ولا مقاييس، وتصبح بعثاتها وتعييناتها محصورة في تلك الأصوات التي تطالب اليوم بنشر أسماء المبتعثين وتخصصاتهم.
ونعلق على هذه الهجمة الصحافية الشرسة الخبيثة التي تحاول اليوم النيل من أمانة مسؤولي وزارة التربية، ومطالبتهم بنشر الأسماء والدرجات العلمية والتخصصات التي حصل عليها الطلبة، ونقول لهم ليس للوزارة الحق في نشر الأسماء ولا حتى الدرجات والبعثات، لأنها معلومات سرية تخص صاحب الشأن وهو الطالب وأهله، فبالمثل أنا لا أريد أن يعرف درجات أبنائي وتخصصاتهم قريب أو بعيد، فهنا انتقلت الخصوصية من وزارة التربية إلى الأهل، كما نسأل أيضاً لماذا لا تطالب الأصوات والأقلام نفسها بنشر - على سبيل المثال - أسماء المقبولين في  كلية التمريض، ثم إذا كانت المطالبة بكشف أسماء المستفيدين من البعثات، فنحن نطالب وزارة التربية والتعليم بكشف أسماء الطلبة المبتعثين منذ السبعينات، وكذلك بالنسبة للشركات الوطنية مثل بابكو، فنحن نريد أن نعرف كذلك من استفاد من بعثاتها في التخصصات العلمية في الجامعات العالمية طوال العقود الماضية حتى اليوم؟ وكذلك كل وزارات الدولة ومن ابتعثت لدراسة البكالوريوس والماجستير والدكتوراه، فالقياس على الجميع، لا وزارة التربية والتعليم فقط.
الجميع يعرف سبب استهداف مسؤولي الوزارة، وكان ذلك جلياً وواضحاً حين اشتغل نواب جمعية الوفاق المنحلة ابان مشاركتها في البرلمان، ومازالت الأصوات نفسها مستمرة، ومازال البعض في مجلس النواب يستهدف وزير التربية الذي لو تركت أقدامه تمشي وحدها لذهبت بنفسها إلى منصة التحقيق بعد أن اعتادت عليها.
إن استهداف التعليم والتعيين الركيزة الأولى للانقلابيين، وهانحن نسمع التقارير والمقالات تطالب الوزارة ليس بنشر أسماء المبتعثين للتشكيك في إجراءاتها، بل تطالبها بتوظيف العاطلين من المعلمين، وكأن الوزارة هي المعنية بتوظيف العاطلين، وأنه يجب على الوزارة أن تعين كل خريج حتى لو كان تخصصه في مجال صناعة الأثاث والنسيج، وكأن الوزارة أصبحت “بقالة” وهذه خلاصة هذه الهجمة للابتعاث والتعليم حتى تحقق أهدافهم.
ثم نسأل هؤلاء الذين يطعنون في أمانة الوزارة ومسؤوليها، أين أصواتهم عندما تحرق كل يوم مدرسة وتتعرض للتخريب؟ أين أصواتهم عندما تم تسييس نقابة المعلمين؟ أين أقلامهم عندما تقدم المديرون والمعلمون المتظاهرين وهتفوا معهم بإسقاط النظام؟ أين هم عن الطلبة الذين ابتعثتهم وزارة التربية وبرامج الدولة الأخرى للدراسة في الخارج وشاركوا في المؤامرة الانقلابية؟ أو أن لسانهم ينقطع عندما يكون الهدف إسقاط الدولة وهدم مؤسساتها؟
نعم إنهم يريدون وزارة تربية على نمطهم، وهذا لن يحصل أبداً طالما هذه الوزارة انتهجت الطريق السليم لبناء مؤسسة تعليمية هدفها الارتقاء بالوطن، وذلك عندما تبتعث الكفاءات ليس فقط على الدرجات العلمية، بل بالمقابلة الشخصية التي تعد الفيصل في تحديد التخصص، كما أن نشر أسماء المبتعثين ليس من حق الوزارة، إلا إذا حصلت على موافقة خطية من الطالب وولي أمره، أو أن الحرية الشخصية فقط في شتم الدولة والطعن في أمانة وذمة مسؤوليها؟
ونقول لوزير التربية بارك الله فيك وسدد خطاك على تحملك عبء هذا الصرح، وأعانك الله على مواجهة هذه الهجمات، وأعلم يا سعادة الوزير أن الله يدافع عن عباده المؤمنين، وأن صوت الباطل لن يطول ولن يدوم، ومستقبل البحرين أمانة في عنقك سيسألك الله عنها يوم القيامة فتقوى الله أولى وأحق، وأن الرد على المشككين مضيعة لوقت وجهد المسؤولين بالوزارة، فالأقنعة أنكشفت وبانت الأهداف ووضحت الرؤية.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية