العدد 2825
السبت 09 يوليو 2016
banner
الأمن السعودي أمن بحريني وعربي
السبت 09 يوليو 2016

بالقرب من المقام الشريف لمرقد رسول الله “صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم” بالمدينة المنورة الطاهرة امتدت يد العبث والإرهاب في شهر الله لتروع المصلين والزائرين إليه، جريمة ارتكبت في الأيام الأواخر من شهر رمضان، الأيام التي تودع فيها الملايين من المسلمين شهر رمضان المبارك في أرض الإيمان والرسالة المحمدية العربية، جريمة جرى تنفيذها في وقت الإفطار راح ضحيتها أربعة شهداء من رجال الأمن السعوديين وخمسة جرحى ومقتل منفذ الجريمة النكراء. وفي ذات اليوم والوقت حدث تفجير انتحاري آخر بالقرب من أحد المساجد المجاورة لسوق (مباس في محافظة القطيف) حيث كان المسجد مكتظًا بالمصلين المحتفلين بالأيام الأخيرة من شهر رمضان المبارك.
هذه العمليات الإرهابية هي من العمليات التي نفذها الإرهابيون في مدن المملكة العربية السعودية الشقيقة والتي راح ضحيتها العشرات بين شهيد وجريج من العسكريين والمدنيين السعوديين. وأدانت القيادة السياسية والحكومة البحرينية وأبناء الشعب البحريني هذه الهجمات المتكررة، كما أدانتها جميع الحكومات العربية والأجنبية، فالأمن السعودي هو أمن بحريني وجزء لا يتجزأ من الأمن العربي، فالإرهاب سواء كان في المملكة العربية السعودية أو في مملكة البحرين أو في أي قطر عربي أو أجنبي فإنه إرهاب يتنافى مع الشرائع السماوية والدنيوية ولا يتفق مع القيم الإنسانية والأخلاقية والحضارية. وتقتضي ضرورة تضافر جهود المجتمع الدولي وتكثيفها ضد هذا الفكر الإرهابي الضال الذي لا يراعي للنفس البشرية ولا لأماكن العبادة أية حرمة، هذا الفكر الذي تجرد من كل القيم الدينية والمبادئ الأخلاقية والإنسانية النبيلة، ولا تربط معتنقيه أية صلة بالدين الإسلامي الحنيف وتعاليمه ولا بالأديان الأخرى.
إن ما تقوم به هذه الجماعات الإرهابية من هجمات وتفجيرات جزء لا يتجزأ من المخططات الخارجية والإقليمية التي تستهدف الأراضي السعودية وتفتيت تماسك ووحدة شعبها العربي، وإلى زعزعة الأمن وبث الفتنة بين أبناء الشعب السعودي. ويحق للقيادة السعودية وحكومتها أن تقوم بالإجراءات التي تضمن حفظ أمن المقدسات الإسلامية واستقرار أراضيها وأرواح وحياة مواطنيها وممتلكاتهم وكل ما يضمن مقاومة ودحر الجماعات الإرهابية التي أضحت تمثل تهديدًا للمصالح واستقرار الدول والأمن والسلم العالمي. وتعد جريمة الاعتداء على الحرم المدني بمثابة الاعتداء على المسلمين الذين عليهم واجب الوقوف مع المملكة السعودية وقيادتها وشعبها، فهي حاضنة الحرمين الشريفين والمؤتمنة على رعايتهما، وإن أمنهما من أمن العالم الإسلامي، والاعتداء على أمنهما هو اعتداء على أمن كل مسلم في كل مكان في العالم، واستهداف أحد الحرمين هو استهداف للإسلام والمسلمين، فأمن الأراضي السعودية والمقدسات والشعب السعودي ركن أساسي من منظومة الأمن العربي. ولأن الإرهابيين فاقدون البصر والبصيرة فإنهم لا يُميزون بين الأماكن والأشخاص أو الطوائف والمذاهب فكل هذه أهداف لأجنداتهم.
إن ما يدعو هؤلاء الإرهابيين للقيام بجرائمهم على الأراضي السعودية واستهداف قيادتها وشعبها هو الموقف الوطني الشجاع والقومي الصائب للقيادة السعودية لقضاياها الوطنية السعودية ولنصرة أشقائها العرب في جميع أقطارهم العربية، فموقف السعودية من جميع القضايا العربية في البحرين وأقطار الخليج العربي ولبنان وسوريا ومصر وتونس واليمن وجميع الأقطار العربية موقف واحد لا يتغير، لكون ما تتعرض له السعودية والبحرين وأي قطر عربي آخر هو خطر واحد ومن ذات العدو المتربص بالأمن القومي العربي والمهدد بمقدرات ومكونات أمتنا العربية والذي يُهدد هويتنا العربية وسيادة أقطارنا الوطنية. لذا لابد من تبني مواقف عربية جماعية لصون الأمن القومي العربي حيال التحديات الأجنبية والطائفية الخطيرة على أقطارها وشعبها العربي. ويجب أن نعي جميعًا حجم هذه التحديات وعظم خطورتها لأنها تتطلب بلورة موقف عربي قوي تدعمه الغالبية الساحقة من الأقطار العربية، لأن التهديد أصبح يتعلق بوجودنا وهويتنا ومقدساتنا الدينية ومصالح أقطارنا الاستراتيجية، ويتعلق بمستقبل الأجيال العربية القادمة، تحديات لا يمكن الاختلاف على خطورتها وتتطلب سرعة معالجتها وفق أهداف ورؤى وخطط تعالج مكامن الخلل في الأمن القومي العربي.
لنصلي جميعًا من أجل أن تنعم أرواح الشهداء الذين راحوا ضحية هذه العمليات الإرهابية مع الأنبياء والصديقين والشهداء، ولنرفع أكفنا للسماء بالدعاء لينال كل الجرحى الشفاء العاجل بإذن الله تعالى. ونوجه خالص التعازي والمواساة إلى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وإلى أسر الضحايا والشعب السعودي العزيز. حفظ الله البحرين والسعودية وكل أقطارنا العربية وقياداتنا والشعب العربي من كل سوء. آمين يا رب العالمين.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية