+A
A-

الرفاع الشرقي بين تطوير جانب... وإهمال جوانب أخرى

البلاد - إبراهيم النهام
تبدو منطقة الرفاع الشرقي العريقة متناقضة الحال اليوم، ومن أكثر من جانب، فمن نهوض ملحوظ مميز لبعض الخدمات الأساسية للمواطنين والمقيمين بها، إلى انحدار غير مبرر بخدمات أخرى، وتعطل وتلكؤ بأداء الواجب من جهات الاختصاص بمقدمتها التخطيط العمراني والكهرباء والماء، والبلدية.
“البلاد” أجرت زيارة خاطفة للرفاع الشرقي برفقة النائب خليفة الغانم، والذي أوضح أن المنطقة باتت تأن من وطأة تزايد عدد المقيمين بها، والسيارات، يقابلها شح في المواقف والخدمات، وانقطاع مستمر للمياه في عدد من المجمعات السكنية بها، يستمر في بعض الأحيان لثلاثة أيام متتالية.
تطوير السوق
ويقول الغانم إن من الضرورة أن يتم إزالة السوق المركزية الحالية ونقلها إلى مكان آخر، مزود بالمواقف الرحبة، ويكون على مساحة واسعة لتلبي الطلبات الاستهلاكية المتزايدة من الناس، مبيناً أن السوق الراهنة صغيرة للغاية، وقديمة، وغير مهيأة لأداء مهامها قبالة أهالي المنطقة الجنوبية. وقال” نمارس ضغوطاً لتحقيق هذا المشروع الطموح، مع علمنا بأنه لا توجد للحكومة أي نية حالية لتغيير واقع السوق”.

انقطاع المياه
من جانب آخر، بين أن المجمعات 903 و901 تعاني الأمرّين من الانقطاعات المستمرة للمياه، والتي تصل ببعض الأحيان إلى 3 أيام متتالية، خصوصاً بفترة الصيف، مبيناً أن “اتصالات الأهالي مستمرة، وتؤكد حجم الإزعاج المستمر الجاثم عليهم فيما يتعلق بذلك”.

تكدس السيارات
وأوضح الغانم بحديثه أن الرفاع الشرقي تعاني الأمرّين من الاكتظاظ الشديد بعدد السيارات بها، مع تزايد عدد المحال التجارية، والسكان، والعمارات السكنية، وكذلك الوافدين والمقيمين الأجانب، مؤكداً أن هنالك حاجة ماسّة لمواقف متعددة الطوابق والاستخدامات، قادرة على أن تحتوي الأعداد الهائلة لسيارات المقيمين، أو الزائرين معاً. وبذات السياق، دعا الغانم إلى تشديد الرقابة على الشاحنات الكبيرة التي يتم ركنها في البراحات الصغيرة بقلب الأحياء المزدحمة، خصوصاً بالمجمعات 903، 901، موضحاً أنها تسبب إزعاجاً ضوضائياً للأهالي، يضاف عليها إشغالها للمواقف.

العزاب مجددًا
وفي زيارة قمنا بها على هامش الجولة لسكن العزاب بدا الحال مأساوياً بالمجمعات 903، 905، 901، وهو الحال لم يتغير منذ سنوات عديدة، فإلى جانب إغلاقهم العديد من المناطق بحضورهم الغالب، وخروجهم هنا وهنالك بالملابس النصف عارية، بدت مساكنهم خالية من الأمن والسلامة، وتستثمر بذات الوقت كمخازن لأطعمة المطاعم وأمور أخرى.
وأشار الغانم إلى أن اتصالات الأهالي وشكاواهم من العزاب الآسيويين لا تتوقف قط، خصوصاً مع تزايد سلوكياتهم المخلة للآداب، وتعدياتهم على حريات الآخرين، ونشرهم لعادات وقيم سلبية ودخيلة على المجتمع البحريني.

نقل الكراجات
وتنتشر في مناطق عديدة من الرفاع الشرقي كراجات السيارات وورش اللحام وخراطة الحديد (المجمعات 901، 905) مما يسبب تلوثاً بيئياً وضوضائياً للمناطق السكنية المحيطة بها، يضاف إلى ذلك الازدحامات والاختناقات المرورية التي تسببها. وقال الغانم إنه وبالرغم من وجود قرار من سمو رئيس الوزراء بنقل هذه الكراجات إلى منطقة أخرى، إلا أن الحال لا يزال كما هو عليه.

البيوت المهجورة
ومن المشاهدات الملحوظة في الرفاع الشرقي والتي رصدتها عدسة “البلاد” البيوت المهجورة التي تتناثر في العديد من المجمعات السكنية بها، والتي يوضح النائب الغانم أنها أضحت مرتعاً للأعمال الآثمة أسوة بنظيراتها في العديد من المناطق بالبحرين.
وشدد الغانم على ضرورة أن يتم وضع قانون متكامل وسريع؛ لمعالجة أوضاع هذه المساكن التي تساعد على نشر الرذائل، بل وتشجع عليها، مزيداً بأن أهالي الرفاع الشرقي يرفضون الحال القائم ويدعون لحلحلته.
مشروع مركز الكلى
وفي شكل مناقض للحال السابق، اصطحبنا النائب خليفة الغانم لزيارة موقع مشروع مركز غسيل الكلى الجديد بمنطقة الحنينية، والذي سيبنى على مساحة 300 متر مربع، وبطاقة استيعابية لـ60 سريرا، مع تزويده بأحدث الأجهزة الطبية والتقنية، ومواقف رحبه للسيارات، ويتوقع أن يفتتح مع نهاية العام 2017.
وقال” المركز طموح وسيلبي احتياجات أهالي الجنوبية من مرضى الكلى، ونأمل ألا تطرأ أي مستجدات تعطل سير عمل المشروع”.
المركز الصحي الجديد
وعلى بعد خطوات قليلة من مشروع مركز غسيل الكلى، أشار النائب خليفة الغانم للأرض الملاصقة قائلاً “سيتم هنا قريباً بدء العمل بمشروع مركز الرفاع الشرقي الصحي الجديد مع استمرار عمل المركز القديم، وعلى مساحة 4000 متر مربع، وبمستوى طابقين”. وأردف “سيحتضن المركز أكبر مركز تدريب لطب الأسنان بالبحرين، ومجموعة كبيرة من العيادات الخاص بها، بالإضافة الى عدد 12 عيادة متنوعة مع كافة المختبرات الطبية اللازمة”.
تطوير شارع الحنينية
وأوضح الغانم للبلاد أنه “سيتم تطوير شارع الحنينية الحالي بمقدار الضعف، وتزويده من الجانبين بإشارات مرور؛ لتسهيل حركة السير به، مع تزايد الخدمات والمشاريع السكنية على ضفافه، وتمت الموافقة على هذا المشروع فعلاً وبانتظار بدء العمل”.
وقال “هناك دراسة حالية لإعادة تنظيم شامل لشوارع الرفاع الشرقي منها شوارع رئيسة كشارع الشيخ حمود بن صباح”.

مدرسة الرفاع الجديدة
وعلى صعيد المتصل، قمنا بزيارة لمدرسة الرفاع الثانوية الجديدة بالحنينية وهي مدرسة نموذجية متكاملة تم بناؤها بشكل عمودي وفقاً للنظام المعمول به بالولايات المتحدة الأميركية.
وأشار الغانم إلى أن المدرسة الجديدة بصالاتها الحديثة، وفصولها الرحبة، ستخدم بشكل فاعل أهالي الرفاع الشرقي، وستخفف من وطأة الضغط الشديد على مدرسة الرفاع الشرقي الحالية، ومدرسة الوحدة، وسيتم افتتاحها نهاية العام الحالي.

صالة أهالي الرفاع
وقال النائب خليفة الغانم إنه تم مؤخراً أخذ الموافقة المبدئية من التخطيط العمراني ببناء صالة لأهالي الرفاع الشرقي، متعددة الاستخدامات، وستكون جنوب متنزه الحنينية، وجاءت بناء على مقترح برلماني تقدم به الغانم.

مركز الأميرة سبيكة
كما سيتم نهاية العام الحالي افتتاح مركز الشيخة سبيكة بنت إبراهيم الاجتماعي الشامل، وسيكون نوعياً على مستوى المملكة بتقديم أنواع المساندة كافة للمرأة البحرينية بتوفير الدورات الأساسية للمهن التي يحتاجها سوق العمل، ومنها دورات تصفيف الشعر والمكياج والخياطة وغيرها الكثير.
وسيلحق بالمركز الشامل، مركز متكامل لرعاية الوالدين، بالإضافة لعدد من قاعات المحاضرات المتنوعة.