العدد 2817
الجمعة 01 يوليو 2016
banner
تركيا والعدو الصهيوني... ما قصة هذه العلاقات؟
الجمعة 01 يوليو 2016

العلاقات التركية مع العدو الصهيوني لم تتوقف يوما حتى في أشد حالات الجدل الإعلامي الذي أعقب الاعتداء الصهيوني على السفينة التركية منذ سنوات التي كانت متجهة إلى قطاع غزة، وهذا لا شأن له بالشعب التركي ولكنه يخرج من القيادة التركية بمختلف توجهاتها، ومنذ اطاح اتاتورك بالحكم الإسلامي في تلك الدولة الإسلامية كان الشعب التركي يعبر عن موقفه تجاه القضية الفلسطينية ووقوفه مع شعب قطاع غزة المحاصر من جميع الجهات، أما النظام في تركيا فله حساباته الخاصة والمختلفة عندما يضع سياسته الخارجية.
من الصعب القول إن النظام التركي باع القضية الفلسطينية أو قطاع غزة على وجه الخصوص بعشرين مليون دولار وهي قيمة التعويضات التي قيل إن العدو الصهيوني دفعها أو وافق على دفعها بعد ان اعتدى جنوده على السفينة التركية وقتلوا بعض من كان على متنها من الأتراك، والتي تساوي في نظر النظام في تركيا عشرين مليونا من الدولارات فقط، لا يمكن القول إنه هو الذي باع، فقد سبقه الكثير من أصحاب القضية أنفسهم او الأقرب منه للقضية الفلسطينية وباعوا انفسهم قبل قضيتهم ونسوا شيئا اسمه فلسطين، لذلك من الصعب ان نحاسب النظام التركي الذي خضع أخيرا ونسي كل تصريحاته السابقة تجاه العدو الصهيوني، بل نسي ما يقال انها المبادئ التي يقوم عليها حزب العدالة والتنمية التركي، واقترب اكثر من العدو الصهيوني على امل ان يشفع له هذا التقارب في إدخاله منظومة الاتحاد الأوروبي المغلقة أمامه حتى الآن.
حال النظام التركي كحال غيره من الأنظمة التابعة والباحثة عن مكان دافئ تختبئ فيه، فهو غير معني بالفلسطينيين وفلسطين ولا بالحصار الذي يفرضه العدو الصهيوني على القطاع ولا المبادئ التي يجاهر بها كثيرا ولا اي من ذلك فهو نظام يتبع فكرا باع العراق وليس فلسطين فقط حين ارتمى في أحضان الغزو الأميركي للعراق ودخل في عملية الغسيل التي قام بها الغزاة حينها، لذلك ليس من الصعب القول إن العشرين مليون دولار الموعود بها نظام تركيا تساوي القضية الفلسطينية وغيرها، وتذكرة الدخول للنادي الأوروبي تدفع به لفعل ما هو أشد وأنكى بحق القضية التي يقول فكر النظام التركي إنها أم القضايا وإنها الهدف من وراء تنظيمه ذاته.
هذا النظام منذ نشوئه لم يكن في جانب القضايا العربية ولا القضية الفلسطينية، ولا نعني به النظام الحالي فقط وإنما جميع الأنظمة بأشكالها المختلفة التي مرت على تركيا سواء من العسكر أو غيرهم، لا يهم فهم جميعا صورة واحدة لما فعله أتاتورك ومن كان خلفه ومعه بالشعب التركي.
النظام في تركيا أتعب الآذان من كثرة التصريحات والتهديدات بحق العدو الصهيوني حبا في شعبية مزيفة في الواقع والوقوف مع القطاع المحاصر، ولكن تبين أخيرا أن كل ذلك لم يكن أكثر من مجرد كلام قابل للنقض والبيع... والله أعلم.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية