+A
A-

عن أية مآرب شخصية يتحدث ظريف؟ - مقال -


انتهاكات حقوق الإنسان وتصاعد الاعدامات وقمع النساء، كابوس يطارد مسؤولي النظام الديني المتطرف في إيران عندما يقومون بزيارات الى دول العالم، وعلى الرغم من أن هذا النظام يسعى دائما لإنكار ذلك ويزعم أنها إشاعات مغرضة وكاذبة وأن حقوق الانسان مصانة في إيران، لكن التقارير الموثقة بالأدلة والمعلومات الدامغة تفند وتدحض مزاعم النظام.
وزير خارجية الملالي، محمد جواد ظريف، وخلال زيارته السويد، وخلال طرح الصحافيين الأسئلة عليه بخصوص انتهاكات حقوق الانسان في إيران، تهرب كعادته من الاجابات وسعى للقفز على الحقائق والالتفاف عليها عندما أخبر الصحافيين أن “هناك من يستغل حقوق الإنسان لتحقيق مآرب شخصية”، وهو كلام فيه الكثير من الكذب والزيف والتمويه والابتعاد عن الحقيقة وأصل الموضوع، ذلك أن مقدار وحجم وفظاعة الانتهاكات واسعة النطاق لحقوق الانسان عموما والمرأة خصوصا وصل الى حد ومستوى لا يمكن إخفاؤه أو التغطية عليه.
المآرب الشخصية لاستغلال حقوق الانسان في إيران التي تحدث عنها ظريف، كلام عبثي وهرطقة فارغة لا تجدي ولا تنفع، بل إن الذي له مآرب شخصية مختلفة في استغلال حقوق الانسان إنما هو النظام الايراني نفسه من خلال فرض أنظمة وقوانين وأفكار قرووسطائية متخلفة وبائدة على الشعب الايراني، حيث نراه يتدخل في قضية حرية الأفكار وحتى حرية المظهر والملابس وغيرها من أبسط الحقوق المتاحة للإنسان في سائر أرجاء العالم ما عدا إيران.
استقبال وزير خارجية الملالي في السويد ودول أوروبية أخرى، أثار ويثير سخط الشعب الايراني والمقاومة الايرانية باعتباره في صالح النظام حيث يستغله للإيحاء للشعب بأنه معترف به دوليا ويقوم في ظل ذلك بالاستمرار بانتهاكات حقوق الانسان وزيادة الاعدامات، وخلال الفترات السابقة شددت السيدة مريم رجوي، رئيسة الجمهورية المنتخبة من جانب المقاومة الايرانية على ضرورة عدم قيام الدول الاوروبية باستقبال مسؤولي نظام الملالي وكذلك عدم القيام بزيارات الى طهران لأن ذلك يصب في مصلحة النظام ويلحق ضررا كبيرا بحقوق الانسان في إيران، وبدلا من أن يتم طرح أو فتح ملف حقوق الإنسان في إيران من قبل المسؤولين الأوروبيين الذي ثبت عدم جدواه، فإنه من الافضل جدا عدم استقبال قادة ومسؤولي النظام الإيراني والسعي لاستصدار قرارات دولية فعالة ومؤثرة في مجال الانتصار لحقوق الانسان والمرأة في إيران ضد هذا النظام بما يمكن أن يصبح وسيلة ضغط عليه ويردعه عن التمادي في انتهاكات حقوق الإنسان وتصعيد الاعدامات.




فلاح هادي الجنابي
الحوار المتمدن.