العدد 2778
الإثنين 23 مايو 2016
banner
الغنوشي يعلن الطلاق مع جماعة الإخوان
الإثنين 23 مايو 2016



قال راشد الغنوشي زعيم حركة النهضة التونسية التابعة لجماعة الإخوان المسلمين لجريدة لوموند الفرنسية إن حركته سوف تخرج من الإسلام السياسي لتدخل في الديمقراطية الإسلامية، ووصف حركته بالقول: “نحن مسلمون ديمقراطيون ولا نعرف أنفسنا بأننا جزء من الإسلام السياسي”.
وأضاف: “نحن نؤكد أن (النهضة) حزب سياسي ديمقراطي ومدني له مرجعية قيم حضارية مسلمة وحداثية، ونحن نتجه نحو حزب يختص فقط في الأنشطة السياسية ونريد أن يكون النشاط الديني مستقلا تماما عن النشاط السياسي، فهذا أمر جيد للسياسيين لأنهم لن يكونوا مستقبلا متهمين بتوظيف الدين لغايات سياسية، وهو جيد أيضا للدين حتى لا يكون رهين السياسة وموظفا من قبل السياسيين”!
فكيف نفهم هذا الكلام المليء بالغموض؟ وكيف نفهم أن جماعة قامت منذ عقود طويلة على استغلال الدين  في تحقيق كل أهدافها، ابتداء من الحشد والتجنيد وانتهاء بتبرير كل أفعال الجماعة بالدين والقرآن، كيف نفهم أن تتحول عن الدين أو تفصل بين الدين والسياسة؟
ما معنى الديمقراطية الاسلامية؟ وما معنى الإسلام السياسي؟ وما الفرق بينها؟ ذلك الفرق الذي جعل الغنوشي ورجاله يهجرون الثاني ويذهبون إلى الأول؟
استخدام الدين هو الذي حشد الملايين وجعلهم ينخرطون في صفوف الجماعة ويأخذونها إلى الحكم في تونس وفي مصر، فأية مبادئ، أو أية آيديولوجية جديدة سوف تستخدمونها في إعادة تأهيل هؤلاء الأتباع من جديد؟
وهل معنى الفصل بين الدين والسياسة كما قال الغنوشي أن الحركة سوف تتوقف عن ممارسة الدعوة نهائيا أم ستستمر فيها؟ وما هو مضمون هذه الدعوة وإلى أي مدى ستخدم الحزب السياسي الذي سيكونه الغنوشي؟
وسؤال أهم: “هل ستبقى جماعة الإخوان هي الأساس وهي الأم لهذه الواجهات المختلفة التي من بينها الحزب السياسي للغنوشي؟
الحقيقة الوحيدة التي نفهمها جيدا رغم بلاغة الغنوشي ولغته الاستعطافية هي أن جماعة الإخوان المسلمين التي تنتمي إليها حركة النهضة التي يترأسها الرجل منذ عهد بعيد قد تشوهت خلال السنوات القليلة الفائتة، وثبت تحالفها مع الجماعات الارهابية التي نفذت العديد من العمليات الاجرامية في الكثير من المواقع، وبالتالي لا سبيل أمام المنتمين لها سوى إعلان التطهر وإعلان التوبة وانتقاد المسلك الحالي لجماعة الإخوان من أجل البقاء في عالم السياسة والمشاركة في العمليات السياسية في المستقبل.
ولاشك أن الظهور بثوب جديد ولغة جديدة هو التكتيك الجديد الذي لا بديل سواه لجماعة الاخوان، وستظل بعض الأعمال التي قامت بها الجماعة بمثابة وصمات عار لا يمكن إزالتها بالكلام وبإعلان التطهر والتخلي عن العنف وتخلي السياسة عن الدين وتخلي الدين عن السياسة.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية