العدد 2770
الأحد 15 مايو 2016
banner
حكاية قرية صغيرة
الأحد 15 مايو 2016


اعتدت كل جمعة على زيارة الأقارب والأصدقاء. هذه الجمعة قادتني الصدفة إلى زيارة قرية عذاري، تلبية لدعوة أحد الأصدقاء هناك. هذه القرية الصغيرة الوادعة التي تقع على مشارف أشهر عيون البحرين، وفي قلب مجموعة من بساتين نخل أخذت طريقها إلى الموت، للأسف، كما الكثير من البساتين البحرينية.
عذاري أو كما تسميها الوثائق الرسمية (أبو ابهام)، قرية صغيرة تقع بين السهلة والبلاد القديم. عدد العوائل فيها لا يتجاوز أصابع اليد، وتتكون من قرابة 30 منزلا في القرية القديمة، توسعت عمرانيًا في منطقة جديدة محدودة يقطنها في الأغلب أشخاص من القرية ذاتها.
ينقص القرية الكثير من الخدمات، فهي لا تحتوي حتى على خباز، يقول الأهالي إن احتياجاتهم من الخبز لا تغطي تكلفة فتح خباز في القرية، لذلك يضطرون للذهاب إلى المناطق المجاورة لشراء الخبز.
يمكنك هنا أن تشعر بالفخر أن قرية صغيرة مثلها تحتوي على أطباء ومهندسين وممرضين ومصرفيين ومعلمين ورجال أمن. أغلب الأهالي يهتمون بالتعليم بشكل كبير جدًا، ينفقون الكثير من أموالهم وجهدهم على التعليم والتدريب من المراحل الابتدائية حتى الدراسات العليا.
في المجلس كان الحضور متنوعًا، كانوا يتحدثون بشغف عن إسكان جديد تعتزم الحكومة إنشاءه في قريتهم، كانوا يعبرون عن سعادتهم الغامرة أن رئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة جاء على ذكر قريتهم واحتياجاتها خلال جلستين متتاليتين للحكومة.
وبناء على توجيهات سموه زار وزير الإسكان باسم الحمر القرية واستمع ممثلون عن الأهالي إلى شرح مفصل عن المشروع الذي تعتزم الحكومة تنفيذه شرق القرية.
طلب أحدهم مني الحديث بحكم موقعي الصحافي عن المشروعات الإسكانية الحكومية، فقلت له إن الحكومة برئاسة سموه عازمة على توفير الاحتياجات السكنية بالسرعة المممكنة رغم التحديات الكبيرة.
وأضفت أن جغرافيا البحرين كلها في ذهن وقلب سمو رئيس الوزراء، وأجده يهتم باحتياجات المناطق والقرى الصغيرة قبل المناطق الكبيرة. وهذا ما لمسته بنفسي عندما تشرفت بالسلام على سموه في مجلسه حيث يحرص كل الحرص على الاهتمام بمطالب أهالي قريتي (بوري) ويصدر التوجيه الفوري لتلبيتها.
في الجلسة الأسبوعية التي لحقت دعوة سموه لمتابعة احتياجات أبو ابهام وبوري، وجّه سموه لـ “متابعة احتياجات قرى دمستان وكرزكان وسند وعالي والعمل على تلبية متطلبات أهاليها من الخدمات الإسكانية وفق البرنامج الحكومي”.
في الواقع، إن جميع القرى ومناطق البحرين تتساوى أمام رؤية سمو رئيس الوزراء وأمام البرنامج الحكومي، وقد شهدت العديد من القرى والمدن البحرينية في السنوات الأخيرة مشاريع إسكانية كبرى، من بينها سترة والشمالية وشرق الحد والجنوبية وسند.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية