+A
A-

جحيم السجون الإيرانية - مقال -


لا توجد أوضاع بالغة الوخامة وفريدة من نوعها للسجون في العالم من حيث افتقادها المعايير الإنسانية للتعامل، كما الحال مع أوضاع السجون في ظل النظام الديني المتطرف في إيران الذي تعتبر سجونه بمثابة الجحيم بعينه من مختلف النواحي.
تتميز معظم السجون الإيرانية بكونها مكتظة بالنزلاء بأضعاف طاقاتها العادية، حيث إن العديد من السجون ولاكتظاظ السجناء فيها وضيق المكان يتم النوم فيها بالتناوب، والخدمات تكاد تكون معدومة ناهيك عن أن العلاج الطبي والأدوية ليست متوفرة إلا في مجال محدود ولحالات خاصة، مما يجعل من السجون مرتعا خصبا لشيوع وانتشار الامراض وحدوث حالات الوفاة التي يحرص النظام الديني المتطرف على التكتم والتستر عليها كي لا تثير ضجة ضده.
استنطاق السجناء من خلال ممارسة أبشع أنواع التعذيب ضدهم بالإضافة الى الحرب النفسية، وهناك الآلاف من الاعترافات التي تم انتزاعها بالقوة وحتى تم إصدار الأحكام ضدهم بناء على ذلك، وبحسب معلومات متباينة من مصادر للمقاومة الإيرانية، فإن هناك أعدادا ملفتة للنظر من السجناء ممن فقدوا حياتهم جراء قسوة التعذيب المستخدم ضدهم للاعتراف بجرائم لم يرتكبوها، وهو أمر دأب ويدأب النظام على التكتم عليه ويحرص على عدم وصوله لوسائل الاعلام بمختلف الطرق والأساليب.
الأمر اللافت للنظر في السجون الايرانية، هو أن هناك أعدادا من السجناء ممن تم اعتقالهم بسبب كون أقاربهم وذووهم معارضين للنظام نظير الانتماء لمنظمة مجاهدي خلق، حيث هناك أعداد من آباء وإخوان ذوي سكان ليبرتي يقبعون في سجون النظام لكون أبناءهم أو أقاربهم منتمين لمنظمة مجاهدي خلق.
الأوضاع في داخل السجون لا تطاق وتسوء الأوضاع مع مرور الزمن أكثر فأكثر ولاسيما أن أعداد السجناء وفي ظل الأوضاع السيئة في إيران وعلى مختلف الاصعدة، تتضاعف عاما بعد عام مع عدم وجود أية سجون جديدة أو حتى أية إجراءات عملية من أجل تحسين أوضاع السجناء في هذه السجون التي تشبه العديد منها سجون العصور الوسطى. إن المجتمع الدولي مطالب بالعمل من أجل متابعة أحوال وأوضاع السجناء الإيرانيين والعمل من أجل دفع النظام الديني المتطرف لتحسين أوضاعهم.




فلاح هادي الجنابي
الحوار المتمدن.