+A
A-

“العنيد”... بطل جديد

حسن علي (تصوير – عبدالرسول الحجيري)
سجل داركليب إسمه في السجل الذهبي لأبطال دوري الدرجة الأولى للكرة الطائرة بعدما فاز على النصر بثلاثة أشواط مقابل شوط في المباراة النهائية لمسابقة الدوري التي أقيمت على صالة الاتحاد بمدينة عيسى الرياضية مساء أمس بحضور جماهيري كبير ليتوج باللقب لأول مرة في تاريخه.
وبخر “العنيد” حلم النصر في الفوز باللقب الرابع عشر عندما تغلب عليه بجدارة في المباراة النهائية الثالثة، حيث أنتهى الشوط الأول لصالح النصر 22/25، قبل أن يفوز داركليب بباقي الأشواط الثلاثة 28/26، 25/23، 25/22 بإدارة طاقم التحكيم الدولي المكون من الحكم الأول سامي سويد والثاني جعفر المعلم.
وبعد نهاية المباراة قام رئيس الاتحاد البحريني للكرة الطائرة الشيخ علي بن محمد آل خليفة بتتويج داركليب بدرع الدوري والميداليات الذهبية، فيما توج النصر صاحب المركز الثاني بالميداليات الفضية وذلك بحضور عدد من رؤساء الأندية المحلية وأعضاء مجلس إدارة الاتحاد وعدد من وجهاء قريتي الجفير وداركليب.
ويدين داركليب بهذا الإنجاز إلى الأداء الجماعي للفريق وتألق هرنانديز وعلي ابراهيم ومحمد يعقوب، سواء على مستوى الإرسال أو الهجوم والصد، كما كان لوقفة الجماهير دور بارز في شد أزر اللاعبين وتحفيزهم بعد ان شجعوا الفريق طوال اللقاء.
أما النصر فإنه رغم الخسارة قدم أداء جيد ولكن المحترف الأمريكي جيف باتك لم يظهر بمستواه المعهود وهو أحد أبرز الأوراق الرابحة ليسقط الفريق ويواصل ابتعاده عن الفوز ببطولة الدوري.
ويعتبر فوز داركليب باللقب تاريخي بكل ما تعني الكلمة من معنى، فهو حقق البطولة لأول مرة في تاريخه من جهة، وسيمثل مملكة البحرين في بطولة الأندية الخليجية السادسة والثلاثين التي ستنظمها العاصمة القطرية الدوحة لأول مرة كذلك، ويعتبر لقب الدوري المحلي هو ثمرة للجهود الكبيرة والعطاء المتميز الذي بذله نادي داركليب في الارتقاء بلعبة الكرة الطائرة على مدى سنوات عديدة من الفئات حتى الفريق الأول.
وتراقصت جماهير (العنيد) بالفوز التاريخي وأطلقت العنان لتصدح بالأناشيد والأهازيج الجميلة التي دوت في أرجاء الصالة فرحين بأغلى انتصار في تاريخ النادي، كما حرصت الجماهير على التقاط الصور التذكارية مع الأبطال والاحتفال على طريقتهم الخاصة لتعيش داركليب ليلة تاريخية لن تمحى من الذاكرة.
وبالعودة إلى المباراة فإن النصر هيمن على مجريات الشوط الأول أداءا ونتيجة، حيث تقدم لأول مرة 6/4 ليواصل تفوقه ويعمق الفارق إلى خمس نقاط 17/11 معتمداً على الهجوم السريع لضاحي وعبدالجبار بمركز (3) وتميزهما في حوائط الصد، بالإضافة إلى ظهور المحترف الأمريكي جيف باتك بعض الفترات في الهجوم من مركز (2). وقد ساهم استقرار الكرة الأولى في تسهيل مأمورية المعد حسين المتروك بتمويل كراته بكل أريحية كما برز فاضل عباس في الهجوم وتنفيذ الإرسالات القوية.
ونجح داركليب في تقليص الفارق إلى 3 نقاط 18/15 من خلال تحسن الفاعلية الهجومية واستغلال أخطاء النصر، إلا أن الأخير واصل صحوته واستطاع الفوز بالشوط 25/22، مستفيداً من الحالة الفنية السيئة لداركليب على مستوى الهجوم من جميع المراكز وتراجع أدائه بشكل عام.
في الشوط الثاني كاد داركليب أن يفرط في الفوز، فقد استعاد الفريق عافيته بعدما اشتغلت ماكينة علي ابراهيم ومحمد يعقوب في الهجوم من الأطراف، وقوة الارسالات التي هزت الكرة الأولى للنصر ليتقدم “العنيد” 16/11، لكن ارسالات فاضل عباس اعادت الأزرق إلى المباراة عندما مسك الإرسال أربع مرات ليحرز الفريق التعادل 17-17 قبل أن يضيع الخامس ويهدق النقطة (18) للعنيد الذي واصل توهجه ليتقدم 24/23 مستغلا تراجع جيف باتك الغائب عن مستواه الحقيقي، وكان بإمكان النصر إحراز التعادل 24/24 بعد الاستقبال الخاطيء من داركليب لولا سوء تعامل حسن ضاحي مع الكرة عندما صوبها في الشبك ليهدي النقطة الأخيرة لداركليب لينتهي الشوط لصالحه 25/23.
الشوط الثالث شهد أداء متكافئاً بين الفريقين، وكان التنويع الهجومي السمة البارزة لديهما فقد تألق من جانب النصر فاضل عباس ومن جانب داركليب هرنانديز، وارتكب الفريقان سلسلة من الأخطاء قبل أن يتعادلا 20/20، ولغاية النتيجة 26/26 قبل أن ينهي داركليب الشوط لصالحه من خطأ كرة (دبل) على صبيح ابراهيم ومن ارسال مباشر لعلي ابراهيم لم يتمكن ايمن هرونة من استقباله ليخطف داركليب الشوط 28/26.
واستمر التنافس على أشده في الشوط الرابع وكان داركليب هو الطرف الأفضل منذ البداية نسبياً وتمكن في النقاط الأخيرة من فرض ايقاعه عبر تألق علي ابراهيم وهرنانديز ومحمد يعقوب الذين يعود لهما الفضل بشكل كبير في تحقيق الفوز بالشوط والمباراة بنتيجة 25-22، كما كان لحوائط الصد التي وقفت في وجه جيف باتك وفاضل عباس دورفي تحقيق هذا الانتصار الثمين.
وشهد الشوط الخامس حذف بعض قارورات المياه من قبل جماهير النصر نتيجة لقيام لاعب داركليب هرنانديز باستفزازهم بعد إحراز إحدى النقاط.