+A
A-

السيجارة الإلكترونية.. الحقائق الكاملة

هل تنوي الإقلاع عن التدخين؟ هل تريد استخدام السيجارة أو الشيشة الإلكترونية لتحقيق هذا الهدف؟ إليك بعض الحقائق المهمة في هذا المجال.
تتكون السيجارة الإلكترونية من خزان يحتوي على سائل فيه فتيلة. تقود الأخيرة السائل أو المحلول الإلكتروني إلى ملف إلكتروني (سلك ملفوف على شكل بكرة). ثم يقوم الملف الذي تمده بطارية قابلة للشحن بجهد كهربي بتسخين السائل الإلكتروني وبتحويله إلى بخار يشبه الدخان الذي تنتجه السيجارة التقليدية بكثافته ولكنه يختلف عنه بأن رائحته ذكية وتختفي بسرعة. يُشار إلى أن بعض أنواع السجائر الإلكترونية “كل في واحد”، أي أنها تضمّ في قالب واحد الملف والفتيلة والخزان.

ماذا تحتوي المحاليل الإلكترونية؟
تختلف تركيبات المحاليل الإلكترونية باختلاف المصنعين، ولكن أساس المحاليل المختلفة والذي يشكل 85 % من السائل يتكوّن من البروبيلين غليكول ومن الغلسرين النباتي أو من مزيج من الاثنين. يستخدم المكونان لإنتاج البخار وتعزيز الروائح والنكهات. البروبيلين غليكول سائل لزج يتبخر عند درجة حرارة تتراوح ما بين 60 و100 درجة مئوية، ويستخدم كمضاف غذائي ولإنتاج ما يشبه الدخان في الملاهي الليلية. كذلك هي حال الغلسرين الذي يؤدي دور مذيب أو مستحلب أو مكثف في منتجات غذائية وتجميلية عدة. تُضاف إلى هذه المحاليل محليات ونكهات صناعية لمنح السيجارة الإلكترونية نكهات محببة كنكهة الفواكه أو الشوكولاتة أو النعناع أو التبغ. تحتوي المحاليل الإلكترونية على نسب مختلفة من النيكوتين تتراوح بين صفر و2 %. كذلك تحتوي على الماء.

ما هي كمية النيكوتين الموجودة في السجائر الإلكترونية؟
عموماً، تحتوي السجائر الإلكترونية على نسبة 6 أو 12 أو 16 أو 18 ميلليغراماً من النيكوتين في كل ميلليمتر من السائل الإلكتروني، علماً أن خزان السيجارة الإلكترونية قد يحتوي على 10 أو 20 ملليلتراً من السائل.
يعود السبب في اختلاف نسب تركيز النيكوتين إلى رغبة المنتجين في تقديم مروحة من خيارات تتناسب مع حاجات المدخنين المختلفة. أما الحد القانوني لنسب التركيز المسموح بها فهو 20 ميلليغراماً من النيكوتين في كل ميلليمتر من السائل. في حال تخطي هذه النسبة، يصبح لزاماً تسويق المنتج على أنه دواء. يبقى السؤال: هل يمكننا أن نثق بنسب النيكوتين المعلن عنها على المنتج؟ أشارت دراسات أجريت في الماضي إلى أن نسب النيكوتين المبينة على السجائر الإلكترونية ليست النسب الفعلية لتركيز النيكوتين في المنتج. ولكن المعلومات المتوافرة راهناً تشير إلى تبدل هذا الوضع وتطابق النسب المبينة مع النسب الفعلية.
كيف نحدد نسبة النيكوتين التي تتناسب مع حاجاتنا؟ من الصعب إجراء مقارنة بين السيجارة الإلكترونية والسيجارة التقليدية؛ لأن طرائق انتقال النيكوتين تختلف بين السيجارتين. ولكننا نعرف يقيناً أن التدخين العادي ينقل حتى 21 ملليغراماً من النيكوتين. لذا ينصح اختصاصيو الرئة باختيار سيجارة إلكترونية بتركيز 12 إلى 16 ملليغراماً من النيكوتين في الملليلتر لمن يدخنون علبة سجائر يومياً، بينما ينصحون بسيجارة بتركيز 18 أو 19 ملليغراماً لمن يدخنون أكثر من علبة يومياً.

هل يحتوي البخار الناتج من تدخين سيجارة إلكترونية على مواد مسرطنة؟
تجزم دراسات كثيرة أجريت على البروبيلين غليكول والغلسرين النباتي أن المادتين غير سامتين، ولكن لا تتوافر دراسات علمية مؤكدة حول طريقة تفاعلهما حين يتم تسخينهما واستنشاقهما.
في المقابل، تشير دراسة يابانية إلى تكون مادة الفورماديهايد خلال تشكل بخار السيجارة الإلكترونية وهي مادة كيماوية مصنفة مسرطنة من منظمة الصحة العالمية. وبناء على تجارب أجرتها الدراسة على أصناف مختلفة من السجائر والشيشة الإلكترونية، تتراوح كمية الفورماديهايد ما بين صفر و34 ميكروغراماً لكل 10 نفخات بحيث يبلغ متوسط قيمتها 4.2 ميكروغرامات، إلا أن هذه الكمية أقل بخمسين مرة من تلك الموجودة في بخار السيجارة التقليدية! كذلك بينت تحاليل أجريت على دخان السجائر الإلكترونية وجود النتروزامين، وهي أيضاً إحدى المواد المصنفة مسرطنة. ولكن تركيز المادة في دخان السجائر الإلكترونية أقل بـ 500 مرة من تركيزها في السجائر التقليدية، وهي نسبة قليلة جداً مقارنة بما تنتجه الأخيرة. في الخلاصة، تحتوي السجائر الإلكترونية على كميات قليلة من المواد المسرطنة مقارنة مع عدد كبير تفرزه السجائر التقليدية ويصل إلى 4000 مادة مسرطنة.

هل تساعد السيجارة و الشيشة الإلكترونية فعلاً في الإقلاع عن التدخين؟ وهل هي أفضل من بدائل النيكوتين الأخرى؟
لا توجد دراسات كافية وموثوقة حول الأشخاص الذين تمكنوا من الإقلاع بشكل كامل عن التدخين من خلال استخدام السيجارة الإلكترونية، كما أن المنهجيات المتبعة في معظم الدراسات التي تناولت هذا الموضوع غير سليمةن أ. تشير دراسة نيوزيلاندية، وهي إحدى أفضل الدراسات في هذا المجال، إلى أن السيجارة الإلكترونية أفضل بقليل من لصقة النيكوتين، إذ تبلغ نسبة الذين يقلعون عن التدخين بعد مرور عام على استخدامهم السيجارة الإلكترونية 7.3 % مقابل نسبة 5.8 % للذين يستخدمون لصقة النيكوتين. إلا أن المنتجات التي تناولتها الدراسة نماذج قديمة، وهي بالتالي أقل فاعلية من النماذج الحديثة بقدرتها على نقل النيكوتين.
في الخلاصة، لا توجد معطيات علمية كافية وجازمة حول فاعلية وسلامة استخدام السجائر الإلكترونية في الإقلاع عن التدخين. ويشير أحد اختصاصيي أمراض الرئة إلى أن السيجارة الإلكترونية هي عملياً أفضل من بدائل النيكوتين الأخرى؛ لأنها تعالج ثلاثة أنواع من الإدمان: إدمان النيكوتين وإدمان القيام بحركة معينة، والإدمان النفسي.