البلاد - أسامة الماجد
قال السفير السوداني لدى المملكة عبدالرحمن خليل لـ “البلاد”: “إن رئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة له دور كبير في شتى المجالات ويشهد على ذلك الجوائز القيمة التي حصل عليها سموه من المنظمات الدولية والإقليمية لدوره البارز في التنمية وقيادة النهضة في مملكة البحرين الشقيقة، ومن ضمن أعماله القيمة دعمه للعمل الثقافي والعمل الاقتصادي والعمل التنموي وفي كل الاتجاهات، ولذلك نحن في السودان وفي السفارة السودانية نثمن دور رئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة في دعمه المتواصل للعمل ونشر الثقافة العربية باعتبار الثقافة واحدة من مكونات الأمة العربية ومن العوامل الأساسية التي تسعى إلى جمع الأمة العربية والإسلامية على هدف واحد، كما نثمن دوره المستمر والدائم لدعم كل ما من شأنه أن يعمل على جمع اللحمة العربية والإسلامية حتى تتكاتف جميع الجهود والإمكانات الثقافية والعلمية من أجل نهضة وتنمية البلاد العربية التي تزخر بالثقافة العميقة التي من شأنها أن تساهم في تطوير وتنمية وتقوية الوحدة العربية والإسلامية.
جاء ذلك في حفل افتتاح ملتقى الطيب صالح الثاني “مئوية الشاعر السوداني التيجاني يوسف بشير” الذي نظمه النادي السوداني بالبحرين بالتعاون مع مركز عبدالرحمن كانو الثقافي يوم أمس الأول بمدرسة عبدالرحمن كانو وحضره جمع كبير من المثقفين من كلا البلدين الشقيقين، وقد تضمن الحفل العديد من الفقرات.
وفي سياق متصل قال رئيس النادي السوداني عصام مصطفى لـ “البلاد” نتقدم بجزيل الشكر والعرفان والتقدير لرئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة على دعمه المستمر للدورتين الأولى والثانية لملتقى الطيب صالح ولكل الأنشطة الفكرية والثقافية في مملكة البحرين، ولولا دعم سموه لما رأينا مثل هذه الفعاليات والأنشطة وهي بمثابة رافد أساسي للثقافة والفكر في مملكة البحرين. وبدأ حفل مئوية الشاعر السوداني التيجاني يوسف بشير بتلاوة عطرة من القرآن الكريم ثم كلمة ممثل مركز عبدالرحمن كانو الثقافي الشاعر علي عبدالله خليفة أوضح فيها أن هذا المنتدى فتح نافذة للتعاون بين مؤسستين ثقافيتين، أولا النادي السوداني في البحرين وهو يجمع الجالية السودانية بمختلف الاتجاهات الفكرية والفنية والسياسية وبين مؤسسة ثقافية أهلية بحرينية هي مركز عبدالرحمن كانو الثقافي.
وهذه النافذة فتحت أفقا للتعرف على مجموعة من الكفاءات في التفكير والتنظيم وإدارة الفعاليات. وأضاف علي عبدالله خليفة أن هذا النشاط أكد على أهمية رافدين من روافد الثقافة العربية.. الثقافة السودانية بما لها من مشارب متعددة ورموز ثقافية مهمة وكذلك الثقافة البحرينية التي تشكل رافدا مهما في مسيرة الثقافة العربية.
ونحتفل الليلة بشخصية نجومية بالنسبة للشعر في الأدب السوداني وهو التيجاني يوسف بشير، هذا الشاعر الذي ترك بصمة غير عادية في حركة الشعر السوداني الحديث ويعد مثالا مهما لما يمكن أن يبحث ويدرس ويعطى حقه من التحليل والتقدير وهو جدير بذلك. وعلى مدى السنوات القليلة التي قضاها هذا الشاعر إلا انه استطاع أن يؤثر في حركة الشعر وان يترك بصمته التي يشهد لها بالتقدير والتمايز في الحركة الشعرية العربية في طولها وعرضها. واختتم الشاعر علي عبدالله خليفة كلمته بالقول إن التعاون بين مركز عبدالرحمن كانو الثقافي وبين النادي السوداني سيثمر العديد من اللقاءات في الأيام والسنوات المقبلة لنحتفي بشخصيات مماثلة ونجوم مهمة، سواء إن كانت في حركة الثقافة والأدب في البحرين والخليج أو في السودان الشقيق ونتمنى أن يؤدي هذا الملتقى الدور الذي وضعناه له منذ البداية. بعدها تم عرض فيلم تعريفي عن الشاعر المحتفى به، ثم بدأت الجلسة الأولى وقدم فيها صديق المجتبي ورقة بعنوان “مواقف في حياة التيجاني” تناول فيها ميلاده ونشأته والمؤثرات البيئية والخصائص الشخصية التي أنتجت هذا الشاعر العظيم الذي عاش خمسة وعشرين عاما، وأنهى فيها مشروعه الشعري “إشراقة.. الجزء الأول” في عمر لا يتجاوز 22 عاما، واستعرضت الورقة كذلك عصر ما قبل التيجاني وهي الحياة الثقافية والاجتماعية في مطلع القرن العشرين، ودور أسرة التيجاني في التعليم السودان.
أما الورقة الثانية فقد حملت عنوان “غريب التيجاني في تجليات لغة النور والأنداء” قدمها الصديق عمر الصديق استعرض فيها رأي بعض الباحثين في وعورة الفاظ التيجاني وانه كان يمكن اجتناب ذلك ومن هؤلاء سلمى الخضراء الجيوسي التي ذهبت إلى أن التيجاني كان أكثر نجاحا في ميدان الشعر، وفي شعره تنوع ولون وعمق، وأخيرا قدم بدر الدين السيمت ورقة بعنوان “الصوفية في شعر التيجاني يوسف بشير أوضح فيها أن شاعرنا عرف كأديب متجدد تميز برشاقة الكلمة ونصاعتها، وجزالة الأسلوب وحبكته، وجلال المعنى ودقته.