العدد 2746
الخميس 21 أبريل 2016
banner
من أين لهم هذه القوة؟
الخميس 21 أبريل 2016

قد يكون الحديث عن سوريا مختلفا عنه في اليمن، مع أن المحادثات في الحالتين مازالت تراوح مكانها وتتوقف هنا ولا تبدأ هناك، إلا أن غياب المحادثات أو المفاوضات في الحالتين ليس لنفس السبب، والحقيقة أننا لا نعلم عن تلك الأسباب ولكن يمكن تقصيها أو محاولة معرفتها من مجريات الأحداث.
فمحادثات جنيف توقفت فجأة وإلى أجل غير مسمى بسبب انسحاب وفد المعارضة الذي رأى أن ما ستتم مناقشته لا يرقى إلى ما تريد ولا يتطرق إلى مصير رئيس سوريا “بشار الأسد”، والحديث في حقيقته يجب أن يكون حول سوريا ونظامها المستقبلي الذي على أساسه سيغيب الأسد وكل ما يمكن أن يكرس أو حتى يرمز للفردية في الحكم أو غياب الديمقراطية عن المجتمع السوري، ووفد المعارضة يرى أن مصير الرئيس السوري يجب أن يستأثر بقمة جدول الأعمال ويمكن أن يفجر المفاوضات من أساسها.
أما في القضية اليمنية فقد تأجلت – كما تقول الأخبار – المحادثات في الكويت بسبب عدم قدوم وفد جماعة الحوثي وكأنها تريد تأجيل المحادثات وتفجير الوضع في الداخل اليمني من جديد مما يضع التساؤلات حول السبب وراء ما تقوم به تلك الجماعة ومن معها من أتباع المخلوع علي عبدالله صالح، والسؤال الأهم في ذلك هو مصدر القوة التي تستند عليه الجماعة ومعها صالح في غيابها عن المحادثات أو خرقها الهدنة المتوافق عليها لإيقاف الأعمال الحربية وإتاحة الفرصة للمفاوضات لتفعل مفعولها.
ما نعرفه ويعرفه الجميع أن الجماعة وصالح تحت الحصار الشامل منذ أكثر من عام من الآن، وهذا الحصار يعني بلا أدنى شك عدم قدرتهم على جلب السلاح والغذاء وكل ما يعينهم على الحرب والمقاومة الشعبية التي تهدف إلى تحرير كامل التراب اليمني من الاحتلال الحوثي والهيمنة من قبل اتباع صالح، فمن أين يأتيهم المدد المتواصل الذي جعلهم قادرين على مواصلة القتال، بل قادرين على حصار مناطق في اليمن كتعز على سبيل المثال ويقطعون عنها الغذاء والهواء وكل ما يعين شعبها على الحياة لتحيلها إلى مأساة بكل ما تعنيه الكلمة من معنى؟ ونحن هنا لا نتحدث عن الأسلحة الفردية المنتشرة في اليمن منذ الأزل، فهذه الأسلحة لا تستطيع الصمود والبقاء في وجه الآلة العسكرية التي تحارب بها القوات الشرعية ومن يساندها من قوات دول الخليج العربي، ولكننا نتحدث عن الأسلحة الثقيلة التي تملكها القوات الانقلابية وتستطيع من خلالها قصف المدن اليمنية وإيقاع القتلى والجرحى في صفوف الشعب اليمني.
هل الحصار المفروض على اليمن غير محكم إلى الدرجة التي تستنزف من خلالها ما مع قوات الانقلاب وينتهي الأمر، وهذا يفتح المجال عن الثغرات التي من خلالها تستطيع تلك القوات إدخال السلاح واستخدامه كما نرى في الوقت الراهن؟ أم أن هناك من يمد تلك القوات بالسلاح بطرق غير معروفة (ونعني بها الطرق المخابراتية الملفوفة) خصوصا والجميع يعرف الجغرافيا اليمنية التي تساعد على هذا الأمر، حيث من غير المنطقي أن تمر هذه الشهور على الحصار الذي من المفترض ان يكون محكما وشاملا (برا وبحرا وجوا) ومع ذلك تستمر قوات الانقلاب في القتال بهذه الصورة، بل تمتنع عن حضور جلسات المحادثات في الكويت وتتعنت في مواقفها بهذه الصورة غير الطبيعية وغير المنطقية.
هذه تساؤلات طبيعية تجول في خاطر المواطن العربي في الخليج وغيره وتبحث عن جواب لا نعلم من يملكه ومن هو قادر على التفسير المنطقي وليس أي تفسير فلسفي.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية