+A
A-

“دعم إيران للإرهاب” على طاولة القمة الخليجية الأميركية

الرياض - وكالات: في الوقت الذي تجري التحضيرات للقمة الخليجية الأميركية غدا (الخميس) في الرياض، شدد الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية عبداللطيف الزياني، على أهمية القمة، قائلاً إنها تهدف “لتوثيق العلاقات الوطيدة القائمة بين منظومة مجلس التعاون والولايات المتحدة الأميركية”.
وأضاف الزياني في حديث لصحيفة “الشرق الأوسط” أن الحفاظ على الأمن والاستقرار في منطقة الخليج سيكون محور بحث موسع وشامل من قبل قادة دول المجلس والرئيس الأميركي بما في ذلك تدخلات إيران في الشؤون الداخلية لدول المجلس ودول المنطقة، ودعمها المتواصل للتنظيمات الإرهابية.
وأوضح الزياني أن القمة ستتطرق أيضاً إلى الأوضاع السياسية والأمنية في المنطقة، بما فيها سوريا واليمن وليبيا والعراق، والجهود الدولية لمكافحة الإرهاب والتطرف، والقضايا كافة ذات الاهتمام المشترك إقليمياً ودولياً.
في غضون ذلك، صرح مسؤول اميركي كبير ان الولايات المتحدة تقترح على دول الخليج تكثيف تعاونها في مجال الدفاع وخصوصا في مجال القوات الخاصة والقدرات البحرية لمواجهة نشاطات “زعزعة الاستقرار” التي تمارسها ايران في المنطقة.
وسيلتقي وزير الدفاع الاميركي اشتون كارتر الذي يزور الرياض حاليا، نظراءه الخليجيين الاربعاء قبل قمة مجلس التعاون الخليجي، في اليوم التالي التي سيحضرها الرئيس باراك اوباما.
ودول المجلس وعلى رأسها السعودية من الحلفاء العسكريين التاريخيين للولايات المتحدة. لكن ما يثير خلافا بين الجانبين هو عودة ايران الى الساحة الدولية بعد الاتفاق النووي الذي وقع في يوليو 2015، ورفع جزءا من العقوبات المفروضة عليها.
وقال المسؤول الكبير في وزارة الدفاع الاميركية “منذ 15 عاما وظفنا استثمارات كبيرة” في القدرات الجوية لدول الخليج ببيعها طائرات قتالية.
وتدارك “لكن نشاطات زعزعة الاستقرار” الايرانية في المنطقة “لا يمكن التصدي لها بطائرة قتالية بل بقوات خاصة ووسائل منع بحري”.
وتابع المسؤول نفسه ان الولايات المتحدة تقترح خصوصا على دول الخليج تدريب قواتها الخاصة وتطوير قدراتها البحرية لمنع ايران من نقل اسلحة الى المجموعات الشيعية التي تدعمها في المنطقة.
واوضح انه “خلال ستة اشهر فقط تمكنا مع شركائنا في التحالف من اعتراض اربع شحنات اسلحة قبالة سواحل اليمن” حيث تدعم ايران المتمردين الحوثيين ضد القوات الحكومية التي تساندها دول الخليج. وسبق أن تعهد أوباما بالدفاع عن حلفائه من دول الخليج في مواجهة أي “هجوم خارجي” وقد سمح دور الدعم العسكري الأميركي للسعودية بمواصلة الحملة التي يشنها تحالف عربي بقيادتها على الحوثيين في اليمن.
لكن المحادثات بشأن تطمينات ملموسة بدرجة أكبر التي يطالب بها المسؤولون الخليجيون تتركز في الوقت الحالي على تعزيز نظم الدفاعات الصاروخية وهو أمر قيد البحث منذ فترة طويلة غير أنه ازداد أهمية بعد الاختبارات الصاروخية التي أجرتها إيران في الآونة الأخيرة.
وقال المسؤول الخليجي المطلع على الاستعدادات الجارية للمحادثات إن على الأميركيين “أن يقدموا شيئا”.
وقال روب مالي مستشار أوباما لشؤون الشرق الأوسط مشيرا إلى عمق العلاقات التي تربط واشنطن بدول الخليج العربية مقارنة بجهودها للتصدي للنشاط الإيراني المزعزع لاستقرار المنطقة “لا أعتقد أن من الممكن وجود حيرة أو غموض فيما يتعلق بمن هو شريكنا في المنطقة ومن ليس شريكا لنا”.
وأضاف مالي إن المهم بالنسبة لأوباما هو تهيئة دول الخليج بحيث تصبح في وضع يسمح لها بالتصدي لأنشطة زعزعة الاستقرار من جانب إيران ومن ثم السماح لها بالتعامل مع إيران من وضع القوة لحسم بعض التوترات.
وقال إن التنافس بين إيران والسعودية يغذي “الفوضى والمذهبية وعدم الاستقرار في المنطقة وكلها تفيد تنظيم داعش وغيره من الجماعات الإرهابية”.
وقال أيضا إن الحملة العسكرية التي تقودها السعودية في اليمن وتعتبرها الرياض وقفة مهمة في وجه ما تراه من نفوذ إيراني زاحف في أعقاب تقلص الدور الأميركي في الشرق الأوسط صرفت الأنظار عن الحرب على التطرف.