+A
A-

مواجهة محتدمة مع الاستبداد - مقال -



خلال العام الماضي، أقدمت الشرائح المختلفة للشعب الإيراني على أكثر من 6500 حركة احتجاجية ضد النظام الديني المتطرف الحاكم في إيران، وهو يعتبر بنظر المراقبين والمتابعين للأوضاع في إيران، تطورا ملفتا في سياق النضال والمواجهة المحتدمة بين الشعب الإيراني والنظام الاستبدادي القائم، ولا تمر فترة إلا وتجد هناك تحركا ونشاطا احتجاجيا ضد هذا النظام.
أكثر من 36 عاما من الممارسات القمعية المتواصلة للنظام الإيراني ضد الشعب الإيراني من خلال مصادرة حرياته والاعتقالات التعسفية والسجن والتعذيب وتصعيد الإعدامات وانتهاكات حقوق الإنسان، لم تتمكن من كبح جماح هذا الشعب والحد من تطلعاته وطموحاته للحرية والكرامة الانسانية والعيش بعز وإباء، والتحركات الاحتجاجية نظير الاعتصامات والإضرابات وغيرها لم تتوقف منذ تأسيس هذا النظام ولحد الآن.
الشرائح الكادحة والمحرومة من الشعب الإيراني، هي الأكثر تضررا من سياسات هذا النظام، خصوصا أن 90 % من الطبقة العاملة الايرانية تعيش تحت خط الفقر، ولهذا فإن أغلب التحركات الاحتجاجية تأتي من جانب هذه الطبقة المحرومة وفي هذا السياق فإنه واصل أكثر من 4500 من سواق الشاحنات والمركبات الطويلة في مرآب مدينة بندرعباس إضرابهم وتجمعهم الاحتجاجي لليوم السادس على التوالي. وبادرت القوات الامنية للنظام القمعي باعتقال 3 من السواق بدلا من تلبية مطالبهم.
وتضامنا مع إضراب سواق الشاحنات في بندر عباس، أضرب حوالي 6000 من سواق المركبات الثقيلة في مدن شيراز وأصفهان ويزد تضامنا مع زملائهم في مدينة بندرعباس. المضربون يدعون إلى الإفراج عن زملائهم دون قيد أو شرط. وهذه الاضرابات وكما جاء في بيان لجنة العمل للمجلس الوطني للمقاومة الايرانية، حدثت ضد الفساد المستشري في منظمة النقل التي تنفذ استلام الشحنات بالابتزاز والارتشاء وتمنح لعناصرالنظام امتيازات خاصة وخارج دورهم. وبالنتيجة يجب أن تنتظر أعداد كبيرة من السواق الكادحين حتى 20 يوما ليأتي دورهم لاستلام الشحنات.
الحقيقة الواضحة والجلية التي لا لبس فيها، هي أن الرفض الشعبي للنظام الديني المتطرف في طهران قائم ومستمر دونما انقطاع وكما يؤكد المراقبون والمحللون السياسيون سيبقى مستمرا حتى إسقاط النظام.




فلاح هادي الجنابي
الحوار المتمدن.