العدد 2743
الإثنين 18 أبريل 2016
banner
لحاضرنا وقفت وحيدًا يا سمو الأمير خليفة
الإثنين 18 أبريل 2016



في مجلسه العامر النادر يلتقي رئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان بكافة أطياف شعبه وبضيوف البحرين، وأحرص كلما تسنّى لي زيارة البحرين أن أحضر لهذا المجلس للمشاركة في هذا الحدث النادر، حيث يتفقّد سمو الأمير خليفة أحوال شعبه ويناقش أبرز قضايا بلده والقضايا الإقليمية التي له بها نظرة ثاقبة أصابت. عندما أخطأ الكثيرون.
بعد أن تفقد معظم الحضور شخصًا شخصًا، وعلق على أبرز عناوين الصحف المحلية، تطرّق سمو الأمير للشأن الدولي والإقليمي وألمح إلى أنه وقف وحيدًا في يوم من الأيام أو في فترة من الزمن، حيث لم يكن أحد يؤيّد مواقفه. حينما كان يرى وجوب توسعة البحرين ودول الخليج علاقاتها مع بقية دول العالم الكبرى غير أميركا وبريطانيا اللتين كانتا تحتلان الأهمية القصوى بل والوحيدة في العلاقات الخارجية لدى دول الخليج، إلى أن جاء اليوم الذي تركتنا أميركا والدول الغربية نواجه مصيرنا ضد إيران ومختلف القوى الإرهابية التي تحاول النيل من دول الخليج اليوم، بل وذهبت أميركا أبعد من ذلك حينما عقدت اتفاقها مع إيران ورفعت عنها العقوبات الدولية على الرغم من اعترافها المتكرر بدعم إيران للإرهاب بدءًا بأحداث الحادي عشر من سبتمبر ومرورًا بكل الأحداث التي عصفت بالمنطقة وانتهاء بالوضع المزري الذي تعيشه العراق وسوريا ولبنان التي تقع تحت وطأة الإرهاب الإيراني، بالإضافة للعلاقة التي باتت مكشوفة بين إيران وداعش التي لم يسلم من إرهابها سوى إيران.
لقد وقفت وحيدًا يا سمو الأمير خليفة حينما غرّر الخطاب الغربي الناعم بغيرك حتى ظنّ أنهم الحليف الوفي، وقد وقفت وحيدًا في الماضي حتى يصدق الحاضر الذي نعيشه اليوم نظرتك السياسية الثاقبة والتي لم تراع سوى المصلحة الوطنية.
وقفت وحيدًا يا سمو الأمير لتحافظ على وجود هذا الموقف الذي كان نادرًا وكاد يختفي كشمعة حفظتها لنا طوال ذلك زمن لتشعل لنا بها ضوء الحقيقة التي باتت اليوم أوضح من الشمس في رابعة النهار.
وقفت وحيدًا يا سمو الأمير حينما ظن البعض أننا لا نستطيع أن نعيش من دون الغرب، وأن الدول الغربية لو رفعت الحماية عن دولنا فإننا لن نقوى على البقاء، وها هي دول الخليج وحيدة تدافع عن البحرين ضد من حاول النيل من أمنها دونما أدنى مساعدة من الغرب الذين تخلّوا عنا وحاولوا عرقلة مساعي دول الخليج في الدفاع عن البحرين.
وها هي دول الخليج تدافع عن مصالحا وأمنها خارج حدودها وتقود أول تحالف عسكري منذ 40 عامًا يخوض حرب دون مساعدة الولايات المتحدة في عاصفة الحزم.
بل وها هي دول الخليج تقود تحالفًا إسلاميًّا فضح ممارسات وإرهاب النظام الإيراني وتصدر بيان باسم القمة الإسلامية يفضح ويدين ممارسات ذلك النظام الذي رفع عنه الغرب العقوبات الدولية وأفرج عن أمواله المحجوزة منذ عقود.
وقد أمد الله في عمرك يا سمو الأمير حتى ترى صدق تنبؤاتك التي صمدت وحيدًا لتحافظ عليها ولتوصلها لنا اليوم، وأسأل الله تعالى أن يمد في عمرك حتى ترى شعبك وأشقاءك في دول الخليج يعملون بالآية التي استدللت بها في مجلسك العامر البارحة، وهي قوله تعالى “إن الله لا يغيّر ما بقوم حتى يغيّروا ما بأنفسهم”، وما اعتماد دول الخليج على نفسها سياسيًّا إلا بعد تغير قناعاتها، ونتمنى أن يطول التغير كافة الأصعدة فنعتمد على أنفسنا بكافة مناحي الحياة.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية