+A
A-

لا تنسوا سكان ليبرتي - مقال -


في خضم الأحداث والتطورات الجارية في المنطقة والعالم ونتائجها وآثارها وتداخلاتها على أكثر من صعيد، وفي ضوء ما يجري من إعادة لترتيب موازين القوى ومعادلات الصراع الجارية في المنطقة والعالم، فإن الواجب الإنساني والاخلاقي يدعونا لكي لا ننسى قضية سكان مخيم ليبرتي والأخطار والتهديدات المحدقة بهم ووجوب أن يكون لقضيتهم دائما حضور في الذهن والوجدان.
سكان مخيم ليبرتي الذين هم أعضاء في منظمة مجاهدي خلق الإيرانية المعارضة، يعتبرون أهدافا دائمة للنظام الديني المتطرف في طهران وهو لم يتوقف ولو ليوم واحد ومنذ الاحتلال الاميركي للعراق وانتشار نفوذه في هذا البلد عن حياكة المؤامرات والمخططات التي تستهدفهم، وطبقا للعديد من الادلة والشواهد، فإن هذا النظام الدموي يسعى للقضاء عليهم وإبادتهم، خصوصا أنهم يعتبرون من وجهة نظر الاوساط السياسية المعنية بالقضية الايرانية بمثابة البديل الجاهز للنظام.
الهجمات العسكرية والصاروخية والحصار بمختلف أنواعه الذي تعرض له سكان ليبرتي وما خلفه من ضحايا وخسائر مادية ومعنوية كبيرة، واستمرار النظام الديني المتطرف في اتصالاته السرية المحمومة مع أطراف عراقية تابعة له من أجل تنفيذ المزيد من المخططات المشبوهة ضدهم، والأجواء الحالية السائدة في العراق خصوصا والمنطقة عموما، تجعل من سكان ليبرتي هدفا قائما لهذا النظام حيث من الممكن أن يتصيد في المياه العكرة ويسعى لتحقيق أهدافه السوداء باستغلال توتر الاوضاع وتداخلها.
استغلال الظروف والاوضاع المختلفة وشن هجمات أو تنفيذ مخططات مشبوهة، هو أمر دأب عليه النظام الايراني بصورة مستمرة، وهنا ومع الاشارة الى أهمية الدور الدولي في الوقوف بوجه مخططات هذا النظام والحد منها، لكن الذي جرى لحد الآن هو أن الصوت والموقف الدولي يتم الإعلان عنه من بعد ارتكاب النظام جريمته بحق سكان ليبرتي، وهذا أمر جدير بالملاحظة حيث يجب الانتباه قبل إقدام النظام على ارتكاب جريمته والوقوف بوجهها وليس انتظارها حتى تقع، والظروف والاوضاع الحالية تدعو لليقظة والحيطة والحذر من تحركات النظام الديني المتطرف بهذا الخصوص، لاسيما أنه يواجه الكثير من الانتكاسات والتراجعات وقد تدفعه ساعة غضب ويأس لارتكاب حماقة إجرامية بحق السكان ولذلك فإن على المجتمع الدولي الانتباه لذلك والحيلولة دونه.




فلاح هادي الجنابي
الحوار المتمدن.