+A
A-

انتصار إرادة الشعب - مقال -

أكثر من ثلاثة عقود ونصف من الصراع والمواجهة الضارية التي تخوضها المقاومة الإيرانية ضد النظام الديني الاستبدادي القمعي الحاكم في طهران حيث قدمت أكثر من 120 ألفا على ضريح النضال من أجل الحرية والديمقراطية، وعلى الرغم من كل الأساليب الملتوية والمخططات القذرة التي نفذها هذا النظام، لكن المقاومة الإيرانية ولاسيما ذراعها الضاربة أي منظمة مجاهدي خلق، بقيت واقفة على قدميها وترد كيد النظام الى نحره وتجهض محاولاته المختلفة من أجل القضاء على المقاومة الإيرانية.
المقاومة الإيرانية ومنظمة مجاهدي خلق، بعد أن أخذت زمام المبادرة في انتفاضة 2009، حيث هتف المنتفضون بالسقوط لنظام الملالي والمرشد الأعلى شخصيا حيث أحرقوا ومزقوا صوره، وبعد أن نجحت أيضا في الخروج من قائمة المنظمات الإرهابية التي وضعت فيها بموجب صفقة بالغة الخسة والدناءة، وبعد أن نجحت في إيصال صوت الشعب الايراني الى أسماع العالم كله، وعلى إثر مختلف النشاطات والتحركات والفعاليات واسعة النطاق لها على الصعيد الدولي، فإن النظام الديني المتطرف في طهران، ولثقته الكاملة بأن رئيسه سيتعرض الى موقف آخر لا يحسد عليه شبيه بذلك الذي حدث له أثناء الزيارة الاخيرة له لفرنسا، فقد بادر الى إلغاء تلك الزيارة حفاظا على ماء وجهه وتجنبا للفضيحة.
الاوساط الاعلامية في النمسا أكدت وبناء على معلوماتها الموثوقة بها، أن إلغاء زيارة روحاني الى النمسا كانت بسبب مظاهرة أعدت لها المعارضة الإيرانية للتنديد بهذه الزيارة. والجدير بالذكر والملاحظة هنا أن المظاهرة الضخمة التي نظمتها المقاومة الايرانية ضد زيارة روحاني لباريس والأصداء والانعكاسات الدولية واسعة النطاق لها، أجبرت النظام على الانصياع والرضوخ رغم أنفه لإرادة الشعب الايراني والمقاومة الإيرانية وإلغاء زيارته المشبوهة، ذلك أن مثل هذه الزيارات يتم استغلالها من أجل قمع الشعب واضطهاده.
إلغاء هذه الزيارة تجسيد لانتصار إرادة الشعب الايراني والمقاومة الايرانية ويعكس حقيقة بالغة الاهمية هي أن المقاومة الايرانية بدأت تثبت دورها وحضورها على الصعيد الدولي كرقم صعب ليس من السهل على نظام الملالي أبدا تجاوزه وتخطيه.




فلاح هادي الجنابي
الحوار المتمدن.