+A
A-

تحليل دقيق يوضِّح الإصابة بسرطان القولون في دقيقتين

بدور المالكي من المحرق
كشف قائد مستشفى الملك حمد الجامعي اللواء طبيب الشيخ سلمان بن عطية الله أل خليفة عن استراتيجية عمل المستشفى تضع في أولويات اهتمامها القيام بالحملات التثقيفية والتوعوية لتقديم أكبر ثقافة صحية ممكنة في هذا الجانب، مردفًا بأن المستشفى يستقبل 1500 مريض ومتردد يوميًّا يحضرون إما لتلقي العلاج في أقسام وإما لزيارة مرضاهم في الأجنحة.
وأشار الشيخ سلمان في تصريحات على هامش افتتاحه “حملة مستشفى الملك حمد للفحص المبكر عن أمراض القولون”، أن أمراض وسرطانات القولون تعد من أكثر ألمشاكل الصحية انتشارًا في البحرين، حيث يدرج سرطان القولون والمستقيم في المرتبة الثانية من أسباب وفيات الأمراض السرطانية، ولكن اكتشاف المرض وعلاجه مبكّرًا يجعل نسبة التشافي منه قد تصل إلى 100 %، موضحًا حملة مستشفى الملك حمد للفحص المبكر عن أمراض القولون ليست مبنية على فحص القولون بالمنظار، وإنما فقط اعتمادًا على فحص عيّنة واحدة من الخروج “البراز” للمشاركين، مما يرفع الحرج عن كثير من المترددين في إجراء هذا الفحص الضروري خصوصًا ممن لديهم سجل إصابة شخصي أو عائلي بهذا النوع من الأمراض.
وأشار قائد مستشفى حمد في تصريحات لـ “البلاد” إلى أن حملة الكشف المبكر عن أمراض سرطان القولون التي يقيمها المستشفى، تتضمن العديد من الرسائل التي نحرص من خلالها لتوجيه توعية مباشرة للمواطنين والمقيمين المتواجدين في الحملة من خلال تقديم معلومات صحية وتثقيفية حول هذه الأمراض والتي تعد من الأمراض الشائعة في البحرين، وتعريفهم بأن الكشف والتشخيص المبكر يسهم في شفاء الحالات.
وقال إن المعرض المرافق للحملة الثانية يقدّم حملة متكاملة تضم العديد من الأجنحة التي تصب في التعريف بسرطان القولون، بالإضافة إلى مجسم ضخم يوضح للزائرين مراحل المرض وكيفية انتشاره وتحوله لخلية سرطانية، مضيفًا أن الحملة تقدّم الحملة أيضًا فحوصًا مجانية، يمكن من خلالها تعريف الشخص المصاب بحالته المرضية من خلال تحليل دقيق جدًّا لا يستغرق سوى دقيقتين، ويوضّح الإصابة للمريض بنسبة 100 % من خلال عينة من البراز، يتم من خلال فحصها في مختبر المستشفى، موضحًا أنه عند اكتشاف الإصابة يتم تحويل المريض للفحص بالمنظار لاكتشاف أي نتوءات “حميدة” ليتم استئصالها بعد ذلك، وبالتالي تجنب تفشي سرطان القولون وتخفيف التكلفة العلاجية وإنقاذ حياة المريض.
من جانبه، كشف رئيس الأقسام التشخيصية، وإعادة تأهيل، استشاري تشخيص الأورام في حمد الجامعي العقيد خالد السندي أن هذه الحملة التي تقام في طوارئ المستشفى هي الثانية التي يقوم بها المستشفى خلال عامين تزامنًا مع شهر مارس، والذي يطلق فيه عالميا يوم سرطان القولون، مشيرًا إلي أن إحصائيات عام 2015، كشفت عن أن سرطان القولون يعد ثاني أكثر نسبة إصابة في البحرين بعد سرطان الثدي، إذ ينتشر السرطان الثدي بين النساء ويشكّل أعلى نسبة إصابة بالبحرين، يليه سرطان القولون للذكور في البحرين.
وأكد السندي أنه بالإمكان معالجة المرضى المصابين بالسرطان في حال اكتشافه في المراحل الأولى من انتشاره، والذي يتسبّب في وجود لحميات حميدة يمكن استئصالها في الفحص المبكر والقضاء علي الورم نهائيًّا.
وأفاد ألسندي أن مستشفى الملك حمد يعد أول مركز طبي يطبق آليات اكتشاف سرطان القولون من خلال “الموروثات الجينية في البراز” حيث إن دقة هذه التحاليل تصل نسبتها لـ 75 %، موضحًا أن العديد من الدول المجاورة والعالم لا تزال تستخدم تحليل الدم لاكتشاف هذا النوع من السرطان، مبينًا أن اللحميات في جدار القولون تتحول إلى ورم سرطانية خبيث بعد 10 -15 سنة.
وضمن سياق متصل، قال إن الحملة بدأت منذ العام 2013 م، مشيرًا إلى أنه تم فحص 1700 مشارك خلال الحملة السابقة خلالها وتم اكتشاف إصابات سرطانية لا يعلم عنها المرضى أنفسهم وأن هناك مرضى لديهم نتوءات مسببة للسرطان ولا يعلمون عنها أيضًا وتم اكتشاف العديد من الأمراض ضمن الحملة.
وأوضح السندى أن سرطان القولون يصيب النساء والرجال بعد سن الخمسين سنة، ولكن الدراسات الأخيرة أفادت أن البحرين ودول الخليج يصاب مواطنوها بهذا المرض تحت سن 45 عامًا وأن 75% من هؤلاء المرضى ينتشر لديهم المرض ويصبح من الصعب التعامل معه.
من جانبها، قالت استشارية الأورام زينب الحداد إن مستشفى الملك حمد يعد من أحدث المستشفيات المتطورة في اكتشاف سرطان القولون ويعد الفحص الذي يجريه المستشفى لبراز المرضى أحدث أنواع التحاليل المختبرية حول العالم، حيث يتم من خلالها الكشف والتشخيص المبكر لسرطان القولون قبل تحول اللحميات الموجودة في بطانة القولون إلي خلايا سرطانية.
وأشارت إلى أن أطباء المستشفى أجروا العديد من العمليات والتي تم خلالها استئصال اللحميات التي تتحول فيما بعد لأورام سرطانية خبيثة، مؤكدة أن الحملة تدعو إلى ضرورة إجراء الكشف والفحص المبكر للأورام السرطانية قبل تكاثرها والذي يؤدي لاستئصالها مبكرًا والشفاء منه مبكرًا.