العدد 1740
السبت 20 يوليو 2013
banner
مجلس الشيخ خالد وهموم رئيس الوزراء
الأحد 19 مايو 2024

 لم يكن لي شرف حضور مجلس نائب رئيس مجلس الوزراء الشيخ خالد بن عبدالله آل خليفة، الذي ضم سمو الأمير خليفة بن سلمان رئيس مجلس الوزراء أمس الأول، ولكن من عاداتي أنني أتابع ما ينشر من متابعات صحافية لما يجري في هذا المجلس وغيره من مجالس البحرين في هذا الشهر الكريم، فالبحرين لا يمكن تصورها في شهر رمضان دون هذه المجالس العامرة.

فمجالس البحرين بشكل عام، ومجالس آل خليفة الكرام بشكل خاص، ليست مجرد عادات اجتماعية للتصافح والتسلية، ولكنها مؤشر أكيد على أن البحرين بخير وأن البحرين التي كانت دوما عائلة موحدة سوف تبقى ما بقي هذا التواصل بين الآباء والأبناء، وطالما ألغيت الحواجز بين أفراد الأسرة الواحدة، وما نقصده بالأسرة هنا تلك الأسرة البحرينية الكبيرة.

قال الأستاذ لطفي نصر “عميد الصحافيين” كما أطلق عليه الزميل الدكتور محمد مبارك جمعة في متابعته لمجلس الشيخ خالد بن عبدالله شيئين مهمين، الشيء الأول ان سمو الأمير خليفة كان مطرقا وحزينا، وان الأستاذ أنور عبدالرحمن استطاع بمهارته أن يتحسس مدى الهم الذي يحمله سموه على صدره فخطط بسؤال جيد لاخراجه من حالة الصمت الحزين ويبعث الحياة في المجلس.

الهموم أيضا تتوزع على قدر المسؤولية، فالذي يتحمل مسؤولية أسرة من أربعة أفراد يختلف عن الذي يتحمل مسؤولية دولة أو أمة كاملة، والهموم تكون على قدر المعرفة والادراك لأبعاد ما يجري حولنا،وبالتالي فإن ما رسم على وجه سموه في هذه الليلة أمر طبيعي في ظل ما تعيشه البحرين هذه الأيام.

أما الشيء الثاني الذي جاء في التغطية أيضا فهو تلك الأمواج البشرية التي أقبلت في تلك الليلة على وجه الخصوص لحضور مجلس الشيخ خالد بن عبدالله. 

هذه إذا هي البحرين، فعند الشعور بالخطر يلتف الأبناء حول الآباء يتحاورون ويتفقون على كيفية التصدي للخطر الذي يتعرضون له.

البحرين تتعرض للخطر في هذه اللحظة التاريخية ومستقبل أبنائها بات مهددا ولابد للكل أن يفكر مليا ويكون في قراراته وفي كلامه على قدر خطورة اللحظة التي نعيشها، تلك اللحظة التي غطت كل ملامح سمو الأمير خليفة بالحزن كما جاء بالخبر.

الله على ما أقول شهيد - لا نجاة لنا – في ظل ما عايشناه من تجارب غيرنا والمآسي التي تعرضت ولا تزال تتعرض لها شعوب عربية شقيقة، إلا بوحدتنا ووقوفنا صفا واحدا في مواجهة دعاة الخراب والدمار الذين ينفذون مخططات أجنبية تستهدف المنطقة بأكملها.

تلك الوحدة التي تصنع الأمان وتصنع الثقة في المستقبل ولا تجعلنا كالريشة في مهب الريح، وقد قال سمو الأمير خليفة في المجلس أيضا مقولة عظيمة: “ما حصل وما يحصل الآن في الدول العربية هو التفرق والشرذمة والتباعد.. لذلك لا منجي لنا مما نحن فيه سوى التعاون.. والاتحاد”.. والسؤال هو إلى هؤلاء: لماذا قامت اتحادات في مناطق أخرى ونجحت.. بينما نحن مازلنا عند حالة التمني؟.. أمامنا أمثلة الاتحاد الأوروبي.. الاتحاد الأفريقي حتى بريطانيا متحدة (United Kingdom).. أميركا أيضا متحدة الولايات المتحدة الأميركية .. فماذا ينقص دول الشرق الأوسط كي تتحد؟.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية