العدد 1728
الإثنين 08 يوليو 2013
banner
حركة تمرد البحرينية
الأحد 19 مايو 2024

الحركة الطائفية البحرينية لا تريد أن تفهم أنها لا تمثل الشعب البحريني، بل لا تمثل حتى الطائفة التي تنتمي إليها.
في الرابع عشر من فبراير 2011 حاولوا محاكاة الثورات العربية التي انطلقت في تونس وفي القاهرة، وظنوا أنها موجة لابد أن تصل لكل شبر في الأراضي العربية من المحيط إلى الخليج، واستعانوا بإيران وحاولوا تصدير صورة مزيفة للعالم الخارجي لكي يقنعوه أن هذه الحركة الطائفية هي ثورة قام بها الشعب البحريني تماما مثل الشعبين المصري والتونسي.
والآن بعد أن سمعوا عن نجاح حركة تمرد المصرية في مواجهة جماعة الإخوان المسلمين ودفع الجيش إلى عزل الرئيس الاخواني، أرادوا استنساخ الفكرة دون أن يدركوا الطرف الذي تم التمرد عليه.
حركة تمرد المصرية قامت ضد الطائفية التي حاول الإخوان المسلمون فرضها على الشعب المصري، عندما حاولوا الاستفراد بكل شيء والهيمنة على مفاصل الدولة وإقصاء الجميع بعد ثورة شارك فيها الجميع، وبعبارة أخرى فإن انتهازية الإخوان وإقصاءهم لرفقاء الميدان الذين قاموا بالثورة من قبل أن يلحقوا بها، هي التي جعلت هؤلاء الشباب يثورون ويطالبون بإسقاط النظام الاخواني المرتبط بالتنظيم العالمي للإخوان المسلمين الذي لا تعنيه مصلحة مصر بقدر ما يعنيه اتخاذ مصر كمحطة انطلاق لانجاز المشروع الاخواني على مستوى العالم.
ولذلك نالت هذه الحركة تأييد كل الوطنيين والمثقفين الذين أدركوا أن مصر تتبخر وتزول على أيدي هؤلاء الطامحين، فهبوا بالملايين لاستعادة بلدهم المبتلى بجماعة الإخوان المسلمين.
فعلام يتمرد الطائفيون البحرينيون، ومن الذي سيوقع لهم إن هم أقدموا على هذه الخطوة التي تكشف مدى كراهية هؤلاء لوطنهم؟ وإلى ماذا استند بيانهم الصادر بعنوان “البحرين تتمرد” و”متمردون يوم 14 أغسطس” في تبريره أسباب الدعوة إلى حراكهم بأنها تأتي “من أجل وطن يحتضن جميع أبنائه”؟ من هم أبناء هذا الوطن؟.
الذي يريد أن يتمرد عليه أولا أن يثبت أن ولاءه الأول والأخير لوطنه ويثبت أنه لا يسعى من أجل طائفة كما فعل المصريون، أما الذي يستقوي بالخارج ولا يعرف معنى الوطنية ولا يتحرك إلا بأوامر المرجعيات الإيرانية واللبنانية، فلا يحق له أن يتمرد، لأن تمرده هنا يعد تمردا ضد الوطن وضد الشعب البحريني الذي ارتضى الحكم الخليفي وعاش آمنا في ظله منذ مئات السنين.
فكفاكم محاكاة للصور التي لا تشبهكم وللتجارب التي لا تنطبق عليكم، فالمواطن البحريني أذكى بكثير ممن يحاولون استغفاله.
 

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية