العدد 1679
الإثنين 20 مايو 2013
banner
من قتل شرطيًا دخل الجنة!
الأحد 12 مايو 2024

من الطبيعي جدا أن يلجأ الإرهابيون الخارجون على القانون إلى منزل الشيخ عيسى قاسم، لأنهم فعلوا ما فعلوه خلال هذه المرة أو غيرها من المرات بعد أن ضمن لهم الجنة وأقنعهم أن ما يقومون به هو حرب مقدسة وجهاد في سبيل الله وأن إطلاقهم النار على رجال الشرطة هو قمة التقرب إلى الله، وربما يكون قد قال لهم ان من قتل شرطيا دخل الجنة، هذا إلى جانب الفتوى التاريخية التي ستدوم في تاريخ الطائفية والطائفيين وهي فتوى “اسحقوهم”.
هؤلاء إرهابيون هربوا إلى منزل قاسم لكونه يمثل بالنسبة لهم ملاذا مقدسا لا يجوز لأحد الاقتراب منه أو تفتيشه، بالضبط كما يلجأ شخص إلى كنيسة أو سفارة.
صحيح أنه لا أحد فوق القانون وأنه لا قداسة لخارج على القانون ولا لمن يأوي خارجا على القانون، ولكن عمل كهذا طبقا لاعتقاد قاسم وتخطيطه هو نوع آخر من الحرب، فعندما ستقتحم الشرطة بيته بحثا عن هؤلاء الإرهابيين، سوف يتم على الفور تطيير هذا الأمر إلى كل أنحاء العالم تحت عنوان “الشرطة البحرينية تقتحم منزل المرجع الكبير عيسى قاسم وتقوم بتحطيم محتوياته واقتياده إلى جهة غير معلومة”، فتتهيأ فرصة جيدة للقائمين على تشويه صورة البحرين ممن يتلقون الملايين للقيام بهذه المهمة، ليشنوا حملة تلطيخ جديدة ضدها.
ثم تقوم الخارجية الإيرانية بإطلاق تصريحاتها المستفزة حول ضرورة حماية المراجع الذين يتعرضون للتنكيل على أيدي السلطات البحرينية، ثم يقوم مندوب إيران في لبنان بتوجيه خطبة نارية للدفاع عن رفيق الدرب والكفاح الموجود على أرض البحرين ويدعو إلى مظاهرات لمساندة العلماء، وسوف يجد من يستجيبون لدعواه في لبنان وفي البحرين وفي غيرهما.
أما المجرمون الذين آواهم المرجع الكبير فلا أحد سيتحدث عنهم، فهم أبطال يستحقون التكريم من الشيخ، وهم أقرب الناس لقلب الشيخ وقلوب أحبائه، لأنهم بمثابة ثمرات لكفاح سنوات من الخطب التحريضية التي تدعو إلى نسيان العروبة والعرب والاستعداد للارتماء في الحضن الإيراني.
إن مأساتنا في البحرين ترجع إلى اهتمامنا الزائد عن الحد برأي العالم فينا وسعينا الدؤوب للوفاء بالمعايير العالمية في كل شيء، خاصة مسألة حقوق الإنسان، حتى وإن تسبب ذلك في هز صورة وهيبة الدول في نظر قسط كبير من مواطنيها.
ونقولها بكل صراحة إن هذه الحادثة إن مرت دون تطبيق صارم للقانون فسوف تكون سابقة خطيرة في حياة أهل البحرين، وسوف يكون ذلك مبررا لكل شخص لكي يتهرب من أحكام القانون وأن يسخر من الأحكام والمحاكم، وهو أمر خطير على الدولة وهيبتها وبقائها قوية متماسكة.

زبدة القول:
باستثناء المقولة التاريخية لسماحة الشيخ التي أمر فيها أتباعه المؤمنين بسحق رجال الشرطة، ليس هناك من ينادي صراحة بقتلهم، ولكن لسان الحال هو الذي ينطق بذلك بشكل واضح.
فالشخص الذي يطلق النار على جهاز أمني هو رمز لهيبة الدولة وعزتها ثم يهرب إلى منزل الشيخ الكبير،هو رجل يفهم أن ما يقوم به هو جهاد في سبيل الله.
 

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية