العدد 1587
الأحد 17 فبراير 2013
banner
مطالب إيران بلطجة سياسية
الأحد 28 أبريل 2024

المطالب التي قدمتها إيران للدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا ( 5+1 ) حول إدراج البحرين وسوريا كبند ضمن مباحثاتها النووية مع هذه الدول لا وصف له سوى أنه بلطجة سياسية واستفزاز لا يقبله كل وطني حر.
البحرين ليست ورقة مساومة في أيدي أحد، وما فعلته إيران لا يدل فقط على الاستهتار والغرور وممارسة البلطجة السياسية وعلى السعي للمماطلة فيما يتعلق بمطالب الدول الكبرى، ولكنه يكشف نوايا إيران تجاه البحرين، وهذا هو الأهم والأخطر بالنسبة لنا.
كل ما يقوله المسؤولون الإيرانيون في مناسبات مختلفة عن احترام بلادهم لعلاقات حسن الجوار مع جيرانهم هو كلام بروتوكولي بلا أية قيمة أو معنى، فهو يقال على سبيل التهدئة وإنهاء موقف معين وتخفيف الضغط والحرج عن وكلائهم الموالين لهم في البلاد العربية والذين يتعرضون للطعن في وطنيتهم جراء سكوتهم على تدخلات إيران في شؤون بلادهم.
الكلام الذي يجب أن نعتد به فيما يصرح به الإيرانيون هو الكلام الذي يشبه نوبات الهذيان التي تتكرر من وقت لآخر والذي يعكس ما هو موجود بالعقل الباطن الإيراني، إن صح هذا التعبير.
التصريحات الإيرانية التي تبدو غريبة بالنسبة لنا فيما يتعلق بالعلاقة بين البحرين وبين إيران هي التصريحات الصادقة أو المعبرة عن حقيقة النوايا الإيرانية تجاهنا، على الرغم من أنه في كل مرة يتم نفي هذه التصريحات المسيئة أو الالتفاف حولها عن طريق توزيع الأدوار والقول إن هذه التصريحات لا تمثل وجهة النظر الرسمية للدولة.
فعلى كل من يهمه أمر البحرين من منظمات أو دول أو أفراد أن يعطي هذه التصريحات الإيرانية الأخيرة ما تستحقه من اهتمام وتحرك ملموسا لصد هذا العدوان الإيراني المتغطرس، فإذا كان هذا هو ما جرى على ألسنة الإيرانيين فلاشك أن ما تخفي صدورهم أعظم.
الخارجية البحرينية قامت بما يجب القيام به وقدمت احتجاجا للقائم بالأعمال الإيراني وقالتها واضحة للدول الخمس الكبرى وألمانيا أنها لا تقبل أن تكون ورقة مساومة بيد أحد، وهذا هو عملها كوزارة خارجية،ومجلس التعاون الخليجي عبر عن موقفه الرافض للتدخل الإيراني في الشؤون الداخلية لدولة من دوله، ولكن هذه المرة الأمر يحتاج إلى المزيد من المواقف ومن التحركات السريعة قبل فوات الأوان.
يجب على مجلس التعاون الخليجي ألا يتوقف عند حد الرفض البروتوكولي لمحاولات الهيمنة الإيرانية، ولكن يجب عليه زيادة معدل سرعة التحرك نحو إتمام الوحدة الخليجية الكاملة، فلا بديل لضمان مستقبل دول الخليج العربي بكاملها سوى تحقيق هذه الوحدة التي هي أكثر ما يزعج إيران خلال هذه المرحلة التي تتربص فيها إيران وغير إيران بالدول العربية.
ويجب على جامعة الدول العربية – على قدر قوتها – أن تفعل شيئا تجاه التدخل السافر في شؤون دولتين عربيتين.
وإذا لم يكن هناك تحرك واضح في هذا الاتجاه فعلينا أن ننتظر أسوأ سيناريو ممكن حدوثه في الخليج العربي بعد أن تصل الأمور إلى نهاياتها في مصر وسوريا وتونس.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية