العدد 1412
الأحد 26 أغسطس 2012
banner
هذيان لا ريجاني
الخميس 02 مايو 2024

لا يوجد وصف آخر لما تقيأ به رئيس مجلس الشورى الايراني علي لاريجاني مؤخرا سوى أنه هذيان،لأن الهذيان هو الشيء المتوقع من مسئولي دولة فقدت رشدها وأصبحت معزولة دوليا وإقليميا،وسوف يزداد هذا الهذيان في الأيام القادمة كلما زادت الضغوط الدولية على نظام الملالي في إيران.
لاريجاني يتوعد باسقاط الكويت الشقيقة إذا ما سقطت سوريا ويهدد العرب بالانحسار إلى مكة كما كانوا قبل خمسة عشر قرنا.
قمة الغرور وقمة الجنون أن يتحدث مسئول بهذا الشكل الفج ويكشف عن عنصريته المقيتة تجاه العرب بهذه البساطة التي تناسب البلطجية وقطاع الطرق أكثر من السياسيين ورجال الدولة.
إذا كان هذا الدبلوماسي الايراني السابق يتحدث بهذه الطريقة عن دول الجوار الايراني ويهددها بالسقوط والاندحار،فكيف يكون حديث الجهلاء والارهابيين؟
كلما زادت التهديدات الدولية للدولة الصفوية،وكلما اقترب النظام السوري من نهايته سنستمع كل يوم للمزيد من الترهات الايرانية التي تكشف مدى كراهية إيران لجيرانها وتكشف حالة الارتباك التي يعيشها ملاليها خلال هذه الأيام.
سوريا لن تسقط يا سيد لاريجاني كما ورد في حديثك المتعصب،سوريا سوف ترتفع وتسمو وسوف يكون شعبها الأبي في طليعة الشعوب عندما ينتصر على الظلم والظالمين ويطيح بعملائكم الجاثمين على صدره منذ سنوات بدعمكم وسلاحكم وكرهكم للعرب وللمذاهب التي تختلف معكم ولا تعمل كطابور خامس لخدمتكم.
سوريا سوف تولد من جديد وتعود إلى عروبتها وعزها يوم تتخلص من هيمنتكم واختطافكم لقرارها واعتبارها والمشاركة المباشرة في قتل أطفالها ونسائها من أجل حماية النظام الذي وصل لأقصى درجات التجبر مؤيدا بدعمكم له.
ليست سوريا هي التي ستسقط كما ورد في حديثكم المشوه وجملكم المضطربة يا سيد لاريجاني،ولكن الذي سيسقط هو العمالة والشعارات التي ما قتلت ذبابة.
كان الأحرى بهذا اللاريجاني وغيره من ملالي إيران أن يحترموا جيرانهم ويسعوا لإرضاهم خلال هذه العزلة التي تعيشها إيران،بدلا من استخدام لغة التهديدات التي يستخدمونها.
كيف يستقيم هذا الخطاب العدائي الذي يملأ تصريحات المسئولين الايرانيين مع شعارات الوحدة الاسلامية التي يملأون بها كل أركان الأرض.
إن أقل ما يجب على الدول العربية بشكل عام وعلى دول الخليج العربي بشكل خاص أن تجمد علاقاتها الدبلوماسية مع الدولة الصفوية وأن تمتنع عن حضور مؤتمر قمة عدم الانحياز على أراضيها، وتتخذ موقفا موحدا تجاه تهديداتها المتكررة والتي تجعل المواطن الخليجي يشعر بعدم الأمان ويشعر بامتهان كرامته من وقت لآخر.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .