العدد 1403
الجمعة 17 أغسطس 2012
banner
قمة مكة وآمال الشعب السوري
الخميس 02 مايو 2024

المبادرة الكريمة لخادم الحرمين الشريفين جلالة الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود بعقد القمة الإسلامية الاستثنائية في مكة المكرمة جاءت في موعدها المناسب تماما،فلم يكن من المتصور في هذا الشهر الكريم أن تظل الدول الإسلامية مكتوفة الأيدي تجاه الشعب السوري الذي طالت معاناته.
الشعب السوري المكلوم وضع آمالا كبيرة على هذه القمة التي تقام في أهم بقعة إسلامية مقدسة وفي شهر كريم هو شهر رمضان،فهل تمكن قادة الدول المشاركة في توحيد صفوفهم للضغط على العالم من أجل وضع حد لمأساة هذا الشعب؟أم أن النتيجة هي إبداء التعاطف ودعوة العالم إلى الوقوف إلى جواره دون وجود آليات لتحقيق هذا الضغط؟
لا شك أن هذه القمة جاءت كحلقة من حلقات الدعم السعودي المتواصل للشعب السوري الشقيق على الرغم من انقسام القوى الدولية والإقليمية تجاه الأزمة السورية وما نتج عن ذلك من فشل العالم في التوصل إلى حل ينهي معاناة هذا الشعب الذي قدم ما يكفي من تضحيات لكي ينال حريته وكرامته.
الموقف السعودي كان واضحا منذ بداية الأزمة السورية،ولو كان الرئيس بشار الأسد قد أخذ وصية خادم الحرمين الشريفين على محمل الجد لما وصلت الأمور في سوريا إلى ما هي عليه الآن.
لقد طلب جلالة الملك عبد الله بن عبد العزيز من الأسد أن يقوم بإجراء إصلاحات حقيقية يشعر بها الشعب السوري،وعدم الاستناد للقوة البحتة في إسكات الأصوات الغاضبة،حتى لا تتفاقم الأمور وتتصاعد الأزمة تدريجيا كما حدث في الدول العربية الأخرى،ولكن الرئيس السوري مارس الكثير من الالتفاف على مطالب الجماهير التي إزدادت تدريجيا نتيجة لسقوط الشهداء وارتواء الأرض السورية بدماء الأحرار يوما بعد يوم.
قد يقول البعض أن القمة الاسلامية ليس لديها أدوات للتدخل المباشر تمكنها من الانخراط في حل الأزمة وتحقيق نتائج مباشرة وسريعة،وأن الأمم المتحدة عجزت عن القيام بدور فعال تجاه الوضع المأساوي للشعب السوري وكذلك جامعة الدول العربية،وأن الخلافات الدولية وقيام إيران بتقديم الدعم الكامل لنظام الأسد قد عقد الأزمة إلى حد اليأس من حلها في المستقبل القريب،ولكن هذه القمة يمكنها أن تفعل الكثير إذا صدقت النوايا وتوحدت الجهود.
لو استطاعت الدول الاسلامية أن تضغط على روسيا والصين لتغيير موقفها الغريب تجاه الشعب السوري،وأن تضغط على إيران،الدولة الاسلامية،التي تشارك في أعمال هذه القمة ،فستكون هذه الدول قد فعلت شيئا ملموسا تجاه الشعب العربي السوري  المسلم؛ الذي يذبح كل يوم.
نحن ننتظر تفعيل توصيات ومقررات هذا المؤتمر الكبير،وأن تكون هناك متابعة لما تمخض عنه هذا المؤتمر حتى لا ينتهي أمره ككل المؤتمرات البروتوكولية ، ويظل السوريون يواجهون وحدهم آلة القتل اليومية ولا ينالون منا سوى التعاطف ومص الشفاه.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .