العدد 1399
الإثنين 13 أغسطس 2012
banner
هل كان حسني مبارك على حق؟
الخميس 02 مايو 2024

بعد يوم من الصيام جلسوا ليتناولوا طعام إفطارهم، وما ان شرعوا في تناول التمر حتى جاءتهم رصاصات الغدر والخيانة ممن لا دين لهم ولا عهد ولا خلق، في مشهد هو الأشد بشاعة خلال هذا الشهر الكريم، لتنطلق براكين من الغضب في صدر كل مصري وعربي مخلص.

وكان لابد ان نرى المشهد الذي نراه الآن من قيام الجيش المصري بسحق بؤر الإرهاب الحقير في سيناء،وكان من الحتمي إغلاق معبر رفح وهدم الأنفاق الواصلة بين قطاع غزة وبين سيناء في هذه المناطق الحدودية التي يصعب السيطرة عليها في ظل وجود عدد غير كاف من القوات على الجانب المصري ارتباطا باتفاقية كامب ديفيد بين مصر وإسرائيل.

كان ولابد من هذا المشهد لأن الخطر يأتي من غزة، مع احترامنا للعواطف المخلصة لإسماعيل هنية ولغيره من الفلسطينيين المخلصين لقضيتهم وعروبتهم وإسلامهم، فغزة بها أشياء كثيرة وليس هنية ورجاله فقط، والمسألة ليست مسألة عواطف وتصريحات جميلة في ظل انتخاب رئيس مصري ينتمي لنفس الأيديولوجية التي ينتمي إليها هنية ورجاله.

لقد قتل عبدالعزيز الرنتيسي بأيدي الفلسطينيين قبل أن يصيبه الصاروخ الصهيوني الغادر، ونفس الشيء حدث للأب الروحي لحركة حماس الشهيد أحمد ياسين.

معنى هذا أن إخلاص هنية وبعض رجاله لقصر الرئاسة ولجماعة الإخوان المسلمين في مصر أمر لا يكفي لحماية حدود مصر وحفظ دماء أبنائها من غدر الإرهاب الذي يأتي عبر الأنفاق.

ملف الحدود والأنفاق بين مصر وغزة هو ملف امني بحت، بمعنى أن رجال الأمن لابد أن يستمع إليهم بما ينبغي القيام به فيما يتعلق بالمعبر وبالأنفاق التي تعد بالمئات والتي تسمح بمرور سيارات في كثير من الأحيان.

لقد كتبت الصحافة العربية أطنانا من مقالات النقد للنظام المصري السابق، وانبح صوت المزايدين في القنوات الفضائية متهمين مصر في أيام مبارك بحصار غزة، وها نحن نرى الرئيس المصري الجديد الذي ينتمي لجماعة الإخوان الأم التاريخية لحركة حماس، يقر إجراءات أكثر تشددا نحو الأنفاق الفلسطينية بعد المجزرة التي راح ضحيتها جنود مصريون شرفاء. 

لا أحد يلوم مصر في إجراءاتها الحالية، فليس جزاء جند مصر أن تسيل دماؤهم بهذه الطريقة الغادرة، وهم الذين قدموا التضحيات التي نعرفها من أجل فلسطين.

ولابد ان يدرك النظام الوليد في مصر أن قضية الحدود يجب النأي بها عن أي عواطف أو أي أيديولوجيات،لأنها ستشكل أكبر تحد له في هذه المرحلة الحساسة التي يحاول فيها الصمود في مواجهة خصومه في الداخل، ولابد أن يدرك أن مسألة الحدود يمكن أن تكون أكبر مصدر ابتزاز له من قبل إسرائيل في المرحلة القادمة.

نعزي كل أم مصرية قدمت شهيدا، ونقول لإخواننا المصريين ان هذا الحادث الغادر أوجع قلوب كل الشرفاء العرب.

ورد الله كيد الخائنين في نحورهم وحمى الله أرض الكنانة من كل سوء.

 
صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية