العدد 1356
الأحد 01 يوليو 2012
banner
أيها الكويتيون.. أنتم في نعمة كبيرة
الإثنين 29 أبريل 2024

 المعارضة في الدول العربية التي قامت بها احتجاجات أو ثورات مثل سوريا ومن قبلها تونس ومصر واليمن حركت الشارع في هذه الدول احتجاجا على أوضاع اجتماعية واقتصادية في هذه الدول،وكان من السهل تحريك الشارع في هذه الدول بعد تردي أحوال الناس بشكل لا يمكن السكوت عليه.
أما المعارضة في الكويت الشقيقة فهي معارضة نشاز ولا نظير لها حول العالم،فهي معارضة نشأت بسبب التخمة والشبع وليس بسبب الجوع كما حدث لدى دول أخرى.
لو كان مواطنو مصر وسوريا واليمن وتونس يتمتعون بما يتمتع به الكويتيون من رغد العيش لما قامت بها ثورات ولو بعد ألف عام.
ولكن سبحان الله،فهناك أناس في هذا البلد الشقيق يريدون أن يأخذوه إلى طريق الكفر بنعمة الله ومساحة الحرية التي يتمتع بها الشعب الكويتي الشقيق.
صراخ وعويل وتهديد، وكأن الكويت دولة فاشلة أو دولة عنصرية،ولو كانت الدولة الكويتية دولة بوليسية أو قمعية لما وصل أي من هؤلاء إلى مكانه،ولكن هو الكفر بالنعمة.
من يصنعون كل هذه الصورة الإعلامية المضخمة في الكويت الشقيق هم أقلية وليسوا أغلبية،ولا يجوز لهم تحت أي ظروف أن يهددوا بالشارع على النحو الذي يقومون به.
وطالما أن الدولة تحترم القانون وتحترم القضاء،فلا يجوز لأقلية محدودة أن تمارس هذا التطاول الفج.
الكويت دولة يحكمها رجال حموا ثرواتها واستخدموها لمصلحة الشعب الكويتي،وساروا بخطوات جيدة على طريق الديمقراطية شأن الكثير من الدول في أنحاء العالم،وإذا كان لديها ما يراد إنجازه على هذا الطريق فإن هذا لا يبرر هذه الضجة التي لا تتناسب مع حجم الحدث وحجم المطالب.
نحن لا نبرر لأحد ولكننا نريد التوضيح أن الأزمة الكويتية قابلة للحل وأن ما يجري هناك لا يرقى إلى لغة الحرب والتعبيرات الغليظة التي يستخدمها بعضهم وكأنهم يخاطبون دولة احتلال أو يخاطبون نظاما فاسدا.
لقد قال أحدهم لوسائل إعلام دولية بالحرف الواحد كلاما يظهر الكويت وكأنها على حافة بركان،حيث قال أن المعارضة تمهل الحكومة حتى (اليوم)،بالتصعيد والنزول للشارع، و”إن جميع الخيارات مفتوحة أمام المعارضة بما فيها العودة لقواعدها الشعبية”والنزول لساحة الإرادة”.
وقد وصل الأمر بأحد فصحاء المعارضة أن اتهم المحكمة الدستورية الكويتية بأنها أصدرت حكمها بإعادة مجلس 2009 وبطلان مجلس 2012 ، لأنها أرادت أن تستبق ما أراد مجلس النواب القيام به من تعديل لقوانين المحكمة الدستورية،وكأن المحكمة الدستورية قد فصلت في هذه القضية من تلقاء نفسها دون أن يطلب منها أحد ذلك.
ما نريد قوله لمن يمارسون المعارضة وحب الظهور والرغبة في البطولات الوهمية في الكويت أن يشكروا الله على نعمته وأن يتركوا السفينة تسير وأن يقبلوا بالتغيير التدريجي التراكمي الذي لا يحدث اضطرابات.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية